لماذا نكره النظام ؟
ونغرق في الفوضي
Why we Hate the system
بقلم الكاتب مصطفي كمال الأمير
سؤال يحتاج الي إجابة حقيقية مباشرة واضحة
لماذا يكره أغلب شعب مصر النظام .
أي نظام للعمل في السياسة كما في الرياضة حتي عند عبور الطريق
هل نحن شعب أغلبه شبه منحرف يميل للتمرد وخرق القوانين
وينتظر الفرصة لتخريب نظام الدولة
هل بسبب غياب العدالة وانتشار الواسطة والمحسوبية
هل بسبب جذور الفساد الضاربة في جينات أجيال عديدة منا
النظام system ربما أرتبط في اذهاننا بالنظام السياسي political Regime
الذي يطلق أيضًا علي نظام الحمية الغذائية لتخسيس الوزن
الغريب اننا غالباً ما نلتزم بنظام الحمية “ الريجيم “ في الغذاء والشراب والرياضة
لكننا نكسر النظام والقوانين واللوائح فيما عدا ذلك
التربية أيضًا لديها عامل مهم في البيت والمدرسة التي يقفز الأطفال والطلبة فوق الأسوار للتزويغ من الدراسة وحصص الطبخ والألعاب
كما يفعل ذلك موظفي الحكومة في بعض الوزارات من الغياب عن العمل وإمضاء زميله أو زميلته مكانه/ا في الحضور
وهو ما يعتبر سرقة . لأنه تقاضي أجر راتبه بدون تقديم عمل مقابل ذلك
هل تعودنا علي الفوضي والعشوائية في حياتنا اليومية جعلنا بطبعنا نكره النظام
ربما عدم إقتناعنا بجدية وعدالة النظام يجعلنا أول من نخترقه
وعدم مشاركتنا في تحديد أسس وقواعد هذا النظام
أيضًا لغياب الحياة الديموقراطية الصحية السليمة من الأحزاب السياسية الكرتونية التي لا تمتلك قواعد شبابية لها
ولا برامج للتوعية والتأهيل لبناء الشخصية السوية السليمة
شاهد أي طابور عشوائي في مصر
ثم قارنه بأي طابور انتظار خارجها للدخول للمتاحف أو حتي شراء بطاطا مقلية
وانتظار السيارات للتموين بالوقود لمسافات طويلة بدون تجاوز أحد
ثقافة نظام الطابور مفقودة غير موجودة لدينا فقط ثقافة الندرة والزحام وربما المشاجرات العبثية
مخالفة اشارات المرور والسير عكس الإتجاه
حتي في الطرق السريعة لإختصار الطريق يعرض أرواحنا والآخرين للخطر
كما يعبر المشاة الطرق السريعة الخطرة أمام السيارات
بدلاً من الصعود أو الهبوط لسلم ونفق المشاة المخصص لهم
واقعة شهيرة شاهدها العالم في أمم أفريقيا عام 2006
عندما رفض اللاعب حسام ميدو تغيير المدرب القدير حسن شحاته له ونزول عمرو زكي بدلاً منه واحرازه هدف بعدها غير المباراة لصالح مصر
هذا مثال سلبي واضح علي التمرد
وعصيان الأوامر وعدم احترام للقائد ” المدرب ”
في حين نجد لاعبي الأهلي ملتزمين منضبطين في أقوالهم وأفعالهم سواء في الملعب أو خارجه
بينما لاعبي الأندية الأخري مستهترين غير ملتزمين في تصرفاتهم التي تصل إلي حد الحماقة
منظومة الإنضباط تعمل بكفاءة كبيرة في الجيش المصري
لأنه مبني علي نظام الثواب والعقاب وعدم التجاوز أو الظلم والإفتراء
وإذا حدث من رتبة أعلي يطالب المظلوم ” حولني مكتب يا افندم ” للتحقيق وأخذ حقه من ظالمه
بينما يوجد هذا بدرجات أقل في الشرطة الميري أيضا لكن يوجد بها بعض التجاوزات المهينة للمجندين من بعض الضباط عديمي الكفاءة الذي يجب خروجهم من الخدمة لعدم صلاحيتهم
كما رأينا سرقة أراضي الدولة
وبناء الفيلات والأبراج المخالفة علي أراضي طرح نهر النيل مستغلين ترهل الدولة اثناء ثورتي 2011/13
ثم استعادتها بإجراءات حاسمة شجاعة من الرئيس
وهدم كل المباني المخالفة وإلزام المخالفين بتكاليف إزالة مخلفات المباني علي الأراضي الزراعية
النظام مهم جداً لتوزيع الحقوق وتحقيق الرقابة علي تنفيذ الواجبات للوصول الي الهدف من وجود هذا النظام وهو النجاح في الوصول للهدف منه
اللصوص والنشالين يكرهون النظام حتي في المواصلات العامة لأنه يعني الأمان لضحاياهم من سرقتهم مستغلين الفوضي
لكل مكان نظام خاص به يسمي House Rules
أو بالهولندية Huis Regels
يلزم مرتاديه بإجراءات محددة يجب عليهم إتباعها
أرجوا تطبيق هذا التقليد وتطبيقه في مصر
ختامًا توصيف لحالة كارهي النظام عموماً أنهم مثل الحمقي الذين يحملون السلم بالعرض ( بدلاً من الطول )
ثم يتصادم مع المحيطين به
وينظر اليه بكل حدة وثقة الجاهلين
قائلا له ” موش تفتح يا أعمي ”
لماذا أصبحنا نخاف من الرادار علي الطرق السريعة وكاميرات المراقبة في المولات التجارية وغيرها
أكثر من خوفنا من عين الله التي لا تنام
Discussion about this post