خربشات نور
الحياة
رقدت الحياة على فراش المرض حالتها سيّئة….. كانت
تحتضر وتعيش آخر أنفاسها ،وضعها يزداد سوءًا يومًا بعد يوم وتوافد عليها الزّائرون من كلّ حدب وصوب …..
ولكنّها وهي ممدّدة وتَعُدُّ أنفاسها الأخيرة المتقطّعة ،ذهب وهجها وإنطفأت وبلحظات ٱخْتَفَتْ تلك الغشاوة الموجودة في عينيْها و اتّضحتِ الرّؤيا عندها …..
ورأت الزّائرين بوجوهِهِم الحقيقيّة و مهما حاولوا رسم نظرة الشّفقة والحزن عليّ ،كانت الأمور جليّة واضحة لها …
كم هو تافه الإنسان مزيّف متلاعب يرسم على مَلامِحِهِ ما يريد الحزن ،الفرح ،السّعادة،الخوف ،الشّفقة ،الغضب …..
يُلَوِّنْ وجهه بكلّ الألوان فهو الحبيب،الصّديق ،الغريب ،الأخ
السّند والخليل هو كلّ ما تريده أن يكون وما يريد أن يكون …!! لكن وراء الأقنعة والبهرجة والألوان حقيقة مختلفة تمامًا .
الحياة رأت كلّ هذا وكم كانت صدمتها قويّة كانت تظنّ أنّ الجميع مُحِبٌّ وعاشق لها ، لكن وجوههم إختلفت وهي ضعيفة ،طريحة الفراش دون ألوانها الزّاهية وفتنتها الطّاغية ، تغيّرت ملامحهم جميعا ونظرتهم إختلفت وما عاد الحبّ موجودًا ،غاب الشّغف والولع بها ، إستحال الى شفقة وإشمئزاز فالنّاس لا يحبّون المرض والضّعف والألم .
نامت الحياة وصحت وهي أفضل حالاً إستعادت ألوانها وطاقتها ففي الأخير هي الحياة لا تستسلم يخبو توهّجها ثمّ يعود ،إنتفضت من فراش المرض و هي تغادر اصطدمت بالزّائرين تَغيَّرت وجوههم سرعان ما إستوعبوا ، رسموا ملامح الارتياح والفرح بعودة الحياة إليهم ، وساد جو السّعادة المكان ففي النّهاية هي الحياة بزيفها وخداعها وهم البشر بِتَلَوُنِهِمْ ونِفَاقِهِمْ وعاد كلّ منهم لدوره المعتاد ،.رغم أنّها كشفت نفاقهم وتناست ، وهم رأوا ضعفها وتغاضوا .
بقلم سليمة مالكي ✍️
نور القمر ✍️







































Discussion about this post