قلب لا يؤدّبه الجفاء
بقلم/ ليلى أبو شامة
قلبي ليس سهلًا تروّضه الجراح…..ولا غصنًا يكسره الجفاء.
قلبي عزيز، عزّة السّحاب حين يعلو، وعزّة البحر حين يحتفظ بأسراره.
لا يؤدّبه التّجاهل، ولا يُهذّبه الهجر، بل يزداد رفعة كلّما مرّت عليه رياح الصّدّ وخرج منها أكثر نقاءً.
إنّما يؤدّبه الحنان، تليّنه نظرة صادقة، وترتّق شقوقه كلمة دافئة،
وتخجله يدٌ امتدّت بالعطاء دون حساب، وصدرٌ وسِع ضعفه قبل قوّته.
أنا لا يُرهِقني البعد، بل أُثقَل بعدم الإحساس،
ولا أطلب كثيرًا… فقط، ما يُشبهني: دفءٌ لا يُستجدى، وصدقٌ لا يُشكك فيه،
فأنا لست ممّن يُرمّمهم الغياب، بل أولئك الّذين تعلّموا أن يسكنوا أنفسهم حين تغلق في وجوههم الأبواب.
خذوا دائمًا ما يليق بكم… من الكلمات، من الحضور، ومن القلوب.
ولا تتركوا لأحدٍ حقّ انتقاصكم لأنّكم فقط تحبّون بصدق.
أمّا قلبي… فهو قصيدة لا تُكتب بالحبر، بل تُكتَب بالكرامة، وتُحفظ بالحبّ.
وها أنا أنسج نبضي على أوتار الشّعر، لأقول:
قلبي إذا مالت عليه رياحُهم
ما لانَ… بل زادَه الكبرياءَ صمودا
لا يُؤدّبهُ صدٌّ، ولا يُرغِمُهُ
جفاءُ من أمضى الهُيامَ جحودا
لكنّه يخجلُ إذا ما لامَسَتْ
كفُّ العطاءِ ضفافَهُ تأييدَا
ويذوبُ من لُطفِ المشاعرِ إنْ نَمَت
كأنّهُ طفلٌ رأى أمّه البعيدة…
فخذوا عنّي، لا يُربّيني الأسى
ولا أحتاج أحدا لأكون سعيدة….
ليلى بوشمامة







































Discussion about this post