(زهرة نيسان المهاجرة)
بقلم/ عبد الأمير البهادلي
يا زهرة نيسان…
لستِ مجرّد ذكرى عابرة
بل غِصّة بنفس الوجود
فراغ بحجم الكون يتّسع في داخلي
كلّما تفتّحت براعم الرّبيع
تذكّرني بعبقكِ الضّائع
غيابكِ ليس غياب مكان
إنّه انطفاء لون في لوحة حياتي
صوت صمت يجلجِل في أذني
حرارة لا يطفئها ماء الأنهار
نيران الحرمان…
تلتهم ما تبقىٰ من جذوري
أعمدة الصّبر…
هشّة كقصبة مكسورة
تتهاوى أمام رياح الشّوق العاتية
الوجدان…
قطعة شمع ذابت
حتى آخر فتيل
أينّ أنتِ…
يا نقطة الضّوء
في عتمتي الأبديّة؟
شيطان اليأس…
ظلّ أسود يلتفّ
حول روحي
همساته كإبر باردة
تغرز في يقيني
“لا رجوع”… يردّدها الموج الهائج على شاطئ قلبي
يستعرض أمامي صور الأمس
كشريط سينمائيّ باهت
ضحكاتكِ…
صدى عذب يتردّد في الفراغ
حنانكِ…
دفء شمس غابت خلف الغيوم
هل ما زلت أذكرها؟
سؤال يسخر من جنوني
كيف ينسى القلب نبضه؟
كيف يجحد الجسد روحه؟
يا سيد الأشجان…
أنا لست سوى صّدى لاسمها
أشيح بوجهي عن هذا الهاجس الملحّ
أهرب إلى صمتي المطبق
أكتم أنفاسي كي لا أفضح وجعي
لكنّه…
هذا الكائن المتطفّل
يمقت هدوئي
يبذر بذور الشّك في أرضي الجدباء
يرافقني كظلّي المشؤوم
في كلّ زاوية من زوايا الذّاكرة .
✍🏻:عبدالامير البهادلي
8 نيسان 2025







































Discussion about this post