بقلم … زوراب عزيز
قد أموتُ بطريقةٍ لا تُروى
كأن أنطفئَ بلا صوتٍ،
بلا وصيّة، و سلامٍ عابرٍ يُهدى…
قد أموتُ برصاصةٍ عمياء
تمرُّ بجانبي… ثم تغيّر مسارها،
تغوص في صدري كأنّها تعرفني…
قد أموت ببطءٍ
كمن ينتظر الأملَ على رصيفٍ لا تمرّ به القطارات،
يحمل عمره في كفّه، ويعدُّ الدّقائقَ على أصابع من وَهْم…
قد أموتُ جريحًا
كشهيدٍ نسِيَتْهُ اللافتات،
وبكته السّماء حين تخلّت عنه الأرض…
قد أموتُ معطوبًا
كعاشقٍ فقدَ وجهَ حبيبته في الزّحام،
يحمل صورتها في قلبه،
لكنّ الذّاكرة تخونه في الملامح…
قد أموتُ سليمًا،
بلا ندبة، بلا جرحٍ ,بلا حكاية،
كمن مرَّ في الحياةِ مرور الماءِ على زجاجٍ لا يتّسخ ..
فجأة..
قد أموت في حادثِ طريقٍ
بين أغنيةٍ لا تكتمل، ورسالةٍ لم أرسلها…
أو قد أموت كمريضٍ باليأس
ينتظر النّهاية كزائرٍ تأخّر
يغفو كي لا يسمع دقّ الباب..
وعلى سريري قد أموت
ليحسدني من لا يعرفُ
أنّ الموت الهادئ امتيازٌ قد لا نحظى به ..
من الرّفاهية أن نموت على سريرٍ
في عالمٍ يُذبحُ النّاسُ فيه وهم واقفون…
Zorab Ezîz
بقلم … زوراب عزيز
Discussion about this post