الشباب والصراع الداخلي
ناديا يوسف
الشباب يعيش حالة من الضياع بين الأمس والغد يبحث عن مستقبله الذي تلاعب فيه الكثير وأصبح عرضة للحت اليومي يتدخل فيه كل شيء الأهل والمجتمع والوضع المعاشي لم يعد يجد لحياته معنى سوى البحث عن لقمة العيش التي لا تكاد تكفي قوت يومه يدرس ويتخرج ويدخل سوق العمل لكن كل هذا لا يلبي الطموح لديه لأنه يصطدم بعوائق كثيرة وجدران صلبة لا يستطيع اختراقها منها الفرق الكبير بين الدخل البسيط والصرف الكبير كيف يمكنه تأمين مستقبله وكل شيء في ارتفاع مستمر للأسعار
هذا بالأضافة إلى حالة الصراع بينه وبين آبائهم وخاصة في عمر المراهقة التي يريد فيها الشاب إثبات وجوده ليصطدم بإرادة أهله التي تريد السيطرة عليه وهنا أمام خيارين أما أن بكون نسخة مصغرة عنهم أو يتمرد عليهم
كثير من الأمور تغيرت في المجتمع وزادت المشاكل والأعباء الحياتية لتولد مجتمع متفكك يخلو من الاستقرار حيث كثرت حالات الطلاق نتيجة أسباب عدة منها الزواج المبكر – عدم النضج و التوازي الفكري بين الزوجين – الصغوط الاقتصادية – تدخل الأهل بحياة أولادهم – التقليد والتشبه بالأخرين
يعيش الشباب حالة من الضياع بين التعايش مع هذا الواقع ورغبته في التغيير و بين الرواسب المجتمعية التي تكاد تكبل يديه بقيود لايمكن ازالتها وخاصة أنه يسعى للتحرر منها و مع تقدم التكنولوجيا والانفتاح على العالم الواسع نجد أن الشباب منهم انخرط بهذا التطور المتزايد إلى حد المغالاة بالتقليد الزائف ومنهم من انغمس بالعادات حتى العظم
وفريق ثالث عاش حالة من التوافق والتوفيق بينهما
ويبقى السؤال إلى متى سيعاني شبابنا من ذلك وهل من ثمة حلول لها
إرادة التغيير لا تكفي لوحدها دون وجود مقومات لها تتضافر فيها جهود الجميع الدولة والمجتمع والأهل
Discussion about this post