آكلةُ السَّعادةُ
بقلم/ دعاء محمود
في ليلةٍ شتويّةٍ قارصة البرودة هدأت ثورة المنزل؛ الكبيرُ والصَّغيرُ نيامٌ، تذكّرتُ أغانيَ ” ساهرية ” القديمة؛ فتحتُ بعضًا منها، أعددتُ كوبَا من الشَّايِ كي أتدفّأ ، تدثّرتُ في لحافيِ، أستمع إلى الأنغام السّاحرة، أرتشف الشّايَ ،والهدوءَ والسّعادةَ، – وقتٌ نادر من الخلوةِ المطمئنة السّعيدة – .
مع دخولِ الثلثِ الأخيرِ من الليل أصوات ضجيج مرعبة؛ تحطيمٌ، تَهَشُّمٌ، عدوٌ هنا وهناك، لطماتٌ أتلقّاها، كلٌّ ينفجر داخل عقلي، رياحٌ عاتيةٌ تصفرُ في أذني، عينٌ تبكي، رعبٌ، قلقٌ، جسدي ينتفض بشدّة ما هذا العبث!!!!!!
صوتُ صريرُ القلمِ الّذي كتبَ وثيقة طلاقي؛ مازال يدوّي كالهاون بأذني، يومٌ عصيبٌ؛ اجتاحتني ذكراه؛ دمّرت كلّ لحظةٍ هادئةٍ أعيشها، امتصّت دماءَ قلبي .
استسلمتُ لها، تكسّرت عظامي، رقدتُ على سريري دون حراك؛ أتذكّرُ، وأتذكّرُ؛ تنهمرُ دموعي بلا توقف.
أفقت من غيابيِ على صوت أذان الفجر وكأنّه يهمس لي – ( قد حان وقت البداية منذُ الآن)-.
الكاتبة الصحفية د. دعاء محمود
مصر
دعاءقلب
Discussion about this post