أكتبُ
أكتبُ صامداً..
حين أشعر أنهم يظنونني صامتاً
فأمتلئُ بصراخيَ المكتوم
ألوذ بمرتقى العزلة
أتعاطى خدر الوحي
وأنا ساكن كتلٍّ أجرد
أتكشّف لذاتي
أنتشِي بدفق الفكرة
وأرتوي بكأس الكلمات
أكتبُ..
لأن من صُدف حمّى البوح
فجأة وبغير ميعاد
تجيّش الكلمات على أبواب المخيّلة
تأبى ثوراتها الركون في دهاليز الذاكرة
فتكسر حدود التقليد والرتابة
تفترش أرضاً لم يحظَ بصفائها حبرُ قلم
فتخلِّدُ في الأثير عبقاً
ينسِّمُ أمداً ، ولا يُنسى
يا آلهة الحَرف
إني لا أبهرج الحزن
غالباً ما أطرحه في مجرى الاعتياد
أثراً في جبهة الروح
يؤرّخ كمَّ المواجع مستوطناً
أمثّل دور التحدّي
أتلفّع بالمعاني
أفتح نافذة الجمال عنوة
لأرتقي بإشراق متجّدد
أكتب ناشداً التغيير
لأخرج عن طوري
نابذاً طعم الرتابة
لأحال كائناً لا يخضع
فيعتاد ، وينزوي مع جموع !
فيشرك بوثن الكلمة المعبود
أكتبُ لنفسي المتعطّشة للبوح
وللندى الخامل فوق بتلات الورد
أكتبُ للصباح الملبّد بالغيوم
الذي ينتظر فجر تحرّره الأبدي
طالما انتظرتهُ أمداً
أكتب للسواقي التي تشتاق موسم المطر
ولا يكتبني سواي
أجعل البوح الدافئ يزيح عنّي أدران الشتاء
أكتب بصمتٍ يسرُّ صمودي
لأنفد بجلد وجودي الهامشي
من شِباك النسيان
وأرحل .
بقلم سفيان عرب شنكالى
Discussion about this post