الشاعرة … رنا الشحف / سوريا
(( رِثاء ذاكرة ))
قاسينا مَراراً بوداعكِ، واليوم نقاسيكِ بدموعٍ ولهثات الأشواق
أتعبنا تشييع لحظاتك العميقة، كم كانت لذّتُها مُبهَمةٌ بأمسٍ جاهلٍ و لاذعٍ حدّ الاحتراق
جازاك العمر الظّالم بإخمادك جثّةً تسكن فسيح جنان الأمان بمدافن الأعماق
حالنا المُجهد بلا جدوى، كحال الوقت المُنهك بإحياء نشاط و حيويّة الأخفاق
على منصّة اللّيالي تُتوّج إنجازاتك العظيمة، لتمزّقها لهفة المخذول كالأوراق
لكن لا تقلقي لم تزل آثارك مصلوبةً بقمم الأحلام، وملامحك موشومة على الأحداق
كم خائبة روحك على الحاضر المؤسف؟ أتَرقبين من بعيد ما حلّ بحال الأخلاق؟
صبرُكِ على السّلام الجميل، إنّه عاجز عن اجتياز رحيلك بهدوءٍ دون اختناق
صبرُكِ الطّويل على الأيام، لابدّ أنّها تعاني من جديد ألم المخاض، لابدّ أنّها لم تفقد الأمل برَحمِها الخلّاق
رثاؤكِ لا يكتفي بيومٍ واحدٍ ولا بحروفٍ وعبارات، فذِكراكِ يَحيا كلّ يومٍ مُنبثقاً من عزاء الفاقد المشتاق.
Discussion about this post