بقلم الشاعر والكاتب … عبدالأمير البهادلي
نهر الخيبة …
سأَبدأُ مِن لحظةِ الصَّمتِ الرَّهِيبِ
حيثُ انتهى كُلُّ شَيءٍ بيننا
ها أَنا ذا أَحملُ بقايا حُلُمٍ
مُكبَّلٍ بِالأَوهام
على ضِفاف نهرِ الخيبةِ
موحشٌ كقبر .. قلبي
لا نَبْض فيهِ
لا ذكرى لضحكةٍ قَتلتها
أَنانيَّةُ الحبيبة
واسْتفاقَت بِلا روحٍ أَو حَياة
منْ خيطِ الحبِّ هذا الصّباح
من حيثُ انتهى ذاتَ مساءٍ
همسُ الأَقحوانِ
ها أَنا ذا أَنظرُ إِلى بقايا الحُلمِ
معَ صديقي الحُزنِ
على شُرفَةٍ هشَّةٍ بنتها الأَماني
هادئةٌ مثلَ دمعةِ طفلٍ…
شارعُ الذّكرياتِ المتعثّرةِ
لا ضَوءَ فيهِ…
لا أَثَرَ لِلخطواتِ الّتي تاهت
ولا صوتَ للأَغاني الّتي انكسرت
من عُمقِ الجرحِ رحلةُ
البحثِ عن ذاتي
فما عاد للجُرحِ
غَيرُ شِفاءٍ يُعيدُ إِليَّ
بعضَ كبريائي وحده
وما عاد في العمرِ
غيرُ خَيالٍ نستَحضرُهُ حينَ نضعفُ
ونغرقُ في تفاصيلهِ الْبَاهِتَةِ حَتَّى نَفِيقْ!
من أَوَّلِ القَلبِ درسَ النِّسيانِ
فَما عادَ في القَلبِ
غيرُ جُرحٍ ينزِفُ بصَمتٍ
كبرنا وما عادَ في العُمرِ
غَيرُ خَيباتٍ نَجتَرّها حينَ نَشتاقُ
ونغرقُ في أَوجاعِها حتَّى نَموتَ
بقلم الشاعر والكاتب … عبدالأمير البهادلي
5/2/2025
Discussion about this post