أنا لا أشبه أمَي !
حاولتُ كثيرًا ألّا أشبه أمّي..
كان مصيرها دوما يؤرّقني.
حاولتُ ألّا أكذب مثلها،
أن أكون أكثر اجتماعيّة،
فأصبح لديّ إنستجرام، فيسبوك،
سناب شات، تيك توك…
نعم، أنا متطوّرة جدًّا،
أنا حقًا لا أشبه أمّي.
حاولتُ أن أهتمّ بمظهري:
أصبغ شعري،
أرتدي أحذيةً بكعبٍ عالٍ،
أقتني جروًا للحراسة،
أحبس العصافير في قفص،
لا أقدّس مواعيد نوم زوجي.
نعم، نعم، لستُ تقليديّة،
أنا حقًا لا أشبه أمّي.
كنت أهمس كثيرا لنفسي:
أنا امرأة قويّة،
لن أعيش ضعفها،
لن يكسر أحدٌ قلبي!
ثمّ…
وجدتُني أعدّ بشغف لسان العصفور،
أصنع حساء البازلاء لابني،
أترك آخر قطع البيتزا لابنتي،
متعلّلةً بشبعي أحيانا،
و مرّات بآلام معدتي.
لكنّني… ما زلتُ لا أشبه أمّي!
وجدتُني أيضًا…
أعيد ترتيب الوسائد كلّ صباح،
أحكم إغلاق النّوافذ،
أحتفظ بالعلب القديمة،
أملأ الأدراج بالأكياس البلاستيكيّة،
أكرّر نصائحها لأبنائي،
وأؤكد لهم أنّني مختلفة،
وأنّني لا أشبه أمّي.
تغيّرت أيضا نبرة صوتي،
أصبحت أكثر هدوءًا،
لم تعد حتّى تُغري.
أصابني غضروف الرّكبة،
غزت التّجاعيد يدي،
ناهِيكَ عن وجهي…
ثم قام أحدهم بالتهام قلبي.
وما زلتُ أكذبُ كثيرًا…
وأقول: صدّقوني،
أنا لا أشبه أمًي.
أنا لا أشبه أمّي…
#سما احمد







































Discussion about this post