كلّما قُـرِعَ البـاب، أفتحـهُ بـابتسـامـة وـاسـعة
حزني الّذي يتّكـيء علـى أضلعـي و يتـوارى خلـف محاجـر البانجـو ، يخشـى رؤيـة العابـرين ، فيصابـون بتخمـة الرّحيـق الُمـرّ،
يقـول زوجـي ( المرأة مرآة البيـت )
وثـبّـتَ قدميـه، فـي العتبـات الرّاحلـة
لأنّني امرأة مـن سُــولفـان
لـم يـؤذّن أبـي فـي أذنـي ، غلّفنـي بالنّمـاء، و الصّلابة
لـم تعقـد دايـة الحـي سـرّتـي جيداً ، ومـن يومهـا تسيل بالغيـم القَلِق
لأنّنـي الابنـة البكـر للعائلـة ، لـم تدعـك أمّي جلـدي بالملـح الصّخـري ، خشـية انحدار المـاء في القفار، وتلبّـس سـمكة البحـر ، وصـايـا الفصول الشّرسـة
و فـي غفلـة الوعـي، أغلقـتْ البـاب علـى أصابعـي ، ونمـى فـي جوفـي هسيـس النّمـش الحـار
كالغريبـة أمسـح بكفّـي على بـاب الدّار ،
لا أحـد فـي الـدّار،
إخوتـي المُعلّقـة صورهـم علـى الجـدار ، خلعـوا إطار الأخضـر الغامـق ، و فـرّوا مـن اللوحـة،
أمّي تركتِ الضّـوء مسجونـاً فـي الدّاخـل ، وهربت الى الحقل المجاور
وأنـا لـم أكبـر بعـد ، أدور فـي حجـرة الـزّوال ، و أبحـث عـن كفّيك يـا أبـي،
فـي بـلادي المـوت سلعة … !
لا إمـام للحـزن، و الفوضـى ، ولا إمـام للفقـر
علـى الطّرقـات ، هلـع الدّم ، وانكسـار خطـوط الموتـى، والشّـفاعـة العميـاء،
الإنصـات سـيد حكيـم ، ومليحـة ماجنـة، بوشـاح صوفيّ مُسـتعار ، تلفّه علـى عنـق الخـوف ، تلعن الحرب وتمضي في الهشاشة البيضاء
إلهي أنســيت هـذه البقعـة الشّاحبـة مـن الأرض !
النّورســان اللـذان يُحلّقـان فـي السّـماء، ،
يرقصـان، و يحترقـان ، يتعافيـان
بـاحتـراف مَريـدٍ مُشـتعل، فـوق مصحّـات المجانيـن
ويذوبـان فـي العتيـق المشـعّ
فـي بـلادي مذنـب مـن لا يـرقص للأبـد !
______________
ســمر الغــانـم
Discussion about this post