بقلم … محمد عزوز
كان الأمر خطأ منذ البداية
كانت المشيئة ثمِلة
كلمة كُن
الّتي أمضت ثلاثة أيام دون نوم
نعِسة قليلاً
لهذا لم أولد كما خطّط العشب والبحر
والشّعر النّبيل
مثلاً كان ينبغي أن أولد لأب
معتوه
عالق في تفكيك الرّمل
كعالم اركلوجيا أحمق
أو كاتب،فقد حبيبته منذ أكثر من حرب
وتزوّج اُمي مجاملة
لأنّها استطاعت أن تطيل القهوة لأكثر من عابر
رجل يرتدي أقمصة
بألوان خضراء
كأنّه يكيل الشّباب للشيب
يعشق فيروز وابوعركي البخيت، والنّساء الحزينات
رجل يرحل في شتاء ما
يترك القهوة على الطّاولة الخشبيّة
لأنّ قصيدة سيّئة التّربية
عرّت ساقًا وركضت وهو الأحمق أمسك بقلمه من زيله
وكطفل ممسكٍ طائرة ورقيّة
هكذا مضى خلفها
لكنّني وقعت في غرام والدي البسيط
الرّجل الّذي لم يفهم ما تقوله الغابة للزائرين
لكنّه رتّب أجزائها في البيت
كنبة احياناً
وطاولة
وشيء من الفِراش
وهو لم يقل لي كما ينبغي لشاعر معتوه.
أجمل الحبّ
ذلك الّذي لا ينكسر
ورغم ذلك يجرحنا بشظيّة
بل قال
صلّي فحسب
وقلت بحزن الشّاعر الخائب
أمين
كان ينبغي أن أولد لأمّ مجنونة قليلاً
ترى في وجهي
كسرة العنيد
تقول في وجهي
أمنعك عن القهوة
تعاقبني بالإنابة عنه
لأنّني مثل أبي ،شاعر ومعتوه قليلاً، ودائماً ما أخرج خلف قصيدة
امرأة كانت عازفة ساكسفون
وأدّت بعض الأدوار المسرحيّة في مسرحٍ ما
أحبّت درويش والبحر
و الخمرة البلديّة
امرأة في صدرها ندبة
منذ الشّاعر الدّاعر الّذي خرج خلف سيقان قصيدة
لكنّني أحببت أمّي
وهي تعجن الدّهشة الصّباحيّة
لتطبخ كسرى الفرح
امرأة تعتني بثيابي، وكأنّها فنانّة تُعدّ لوحتها
امرأة تؤمن بالكرامات، تُصدّق الأولياء
وتدعو لي دائماً
في أحد الأضرحة
امرأة لم تعرف سيلفيا بلاث، ولم تبكِ مع فيرجينا ولف
ولم تسمع برواية ” ذهب مع الرّيح”
لكنّها تدرك كم مخيفة الرّياح، رغم أنّها لا تُصدّق أنّنا أشجار، سِرنا في محض سوء حظ
أحببتها
أحببتُ تجاعيدها
حزنت لأنّها لا تعي، معنى أن تولد شاعرًا
يعني أنّك هش جدّاً
حدّ أن يجرحك بشدّة كونك أمضيت يوماً دون خدش
كان ينبغي أن أولد لاُخت حالمة
تستيقظ على رائحة القهوة
تبكي حين تقرأ الأحلام، وإحسان عبد القدوس
تثق في الشّعر والليل
وحديث الشَجر
أخت
حين يأكلني المنفى
حين أغيب
تقف في صباح ممطر تتأمّل السّماء وتقول
كان يمكن لعزوز أن يسقط في الحبّ
لو شهد فجراً كهذا
كان يمكن أن أكون أقل جنوناً
وأقل حُزناً
لو ولدت لعائلة أكثر جنوناً
لكنّني أحببتهم
هذه الأجساد الّتي تُصلّي الفجر حاضراً
وتحبس شهواتها عميقاً
وحين يُذكر اسمي
يقولون بصوتِ خافت
هداهُ الله
ثم يسترسلون في رسم الجحيم
محمد عزوز
#عزوز
Discussion about this post