قصة قصيرة جدًّا
بقلم / أيمن دراوشة
——————————————
في عالمٍ موحش لا يحمل أيّ اسم، وُجدت امرأة واقفة أمام مرآة قديمة قد غطّاها الغبار، كانت تحاول أن ترى وجهها بداخلها، لكن المرآة كانت تخفي أكثر مما تكشف. ابتسمت ببطء، محاولة التّعرّف إلى نفسها، لكن مع كلّ لحظة كانت الصّورة الّتي تظهر فيها تتبدّل، حتَى أصبحت ملامحها مشوّشة.
أرادت أن تجد تعريفًا لها، أنْ تعرفَ من هي، لكنّها لم تستطعْ.
كانت المرآة تبحث عنها، كما تبحث هي عن نفسها. “أنا هنا!”، همست في نفسها، ولكن لا أحد كان يجيب.
فجأة، انشقّت الأرض تحت قدميها، وابتلعتها بلحظة. لم تكن امرأة ولا شخصًا، كانت مجرّد فكرة تتناثر في الهواء.
Discussion about this post