ما علاقة العصبية والانفعال بالصوم في رمضان ؟
بقلم/د. عبد المهيمن الأحمر
قد يعاني البعض من مشكلة العصبية في رمضان خلال ساعات الصيام والتي تظهر في صورة سهولة الانفعال وسرعة الغضب على أبسط الأمور، ويمكن أن تزداد هذه العصبية مع تقدم ساعات الصّيام، وربما تصل أوجها قبيل الإفطار. فما علاقة العصبية بالصّوم في رمضان؟ وهل يمكن التّغلب على هذه المشكلة؟
أسباب العصبية في رمضان:
١- نقص الماء خلال الصّيام
٢- نقص مستوى السكر في الجسم خلال الصّيام.
٣- الانقطاع عن تناول المنبهات خلال الصّيام.
٤- الامتناع عن التدخين خلال الصّيام.
٥- اضطراب عادات النّوم في رمضان.
وهنا نذكر بالتّفصيل أسباب العصبية في رمضان:
قد تعزي العصبية في شهر رمضان المبارك لعوامل عديدة أبرزها:
١- تغير الرّوتين اليومي وعادات النّوم:
علاوة على الجوع والعطش الذي قد يرهق الشّخص خاصة مع بذل مجهود ذهني أو بدني في العمل.
٢- نقص الماء خلال الصّيام
يعد الماء عنصرًا هامًا لوظائف الجسم الحيوية ومنها وظائف الدّماغ التي تتأثر بشكل كبير عند نقص الماء الشّديد كما يحدث لدى البعض خلال أيام الصّيام، حيث يقل إنتاج الطّاقة فتضعف قدرة المخ على القيام بوظائفه على نحو صحيح، فينعكس ذلك على تصرفات الشّخص وسلوكياته.
قد يحدث النقص الشديد في الماء والجفاف خلال فترة الصّيام نتيجة عدم شرب كمية كافية من الماء خلال فترة الإفطار، أو العمل أثناء الصّيام في طقس حار وبذل مجهود بدني؛ ما يؤدي إلى زيادة التّهيج، والعصبية، والانفعال، وربما ضعف التّركيز أيضًا.
٣- نقص مستوى السكر:
يؤدي نقص السّكر في الجسم خلال الصّيام
يعتمد الدّماغ بشكل كلي على الجلوكوز في الحصول على الطّاقة اللّازمة للقيام بوظائفه، لذا فإن أي نقص في مستوى السّكر في الدّم ينعكس أولًا على الدّماغ، وقد يكون ذلك أحد أبرز أسباب العصبية في رمضان أثناء الصّيام.
٤- إهمال وجبة السّحور:
قد يهمل بعض الأشخاص تناول وجبة السحور في رمضان أو يتناولون كميات قليلة من الطعام، وهو ما ينعكس سلبًا على مستوى الجلوكوز خلال فترة الصيام، لا سيما مع العمل وبذل مجهود ذهني أو بدني.
٥- كثرة المنبهات:
الانقطاع عن تناول المنبهات خلال الصّيام
تناول المنبهات كالقهوة والشّاي عند بعض الأشخاص الذين يكثرون عادة من تناولها في النّهار، الأمر الذي قد يزيد من حالة التّوتر والعصبية لديهم في رمضان.
يعد الكافيين من محفزات الجهاز العصبي التي تمنح الفرد شعورًا بالنّشاط والحيوية، كما أنها تؤثر على كيمياء المخ وتعزز إفراز الدّوبامين الذي يعطي إحساسًا بالرّاحة والسّعادة، لهذا السّبب عندما يتوقف الشّخص فجأة عن تناول كوب القهوة أو الشّاي الذي اعتاد على تناوله كل صباح عند الصّيام في رمضان فإنه قد يعاني من أعراض انسحاب الكافيين، ومن أبرزها القلق، والعصبية، وسهولة الغضب، وكذلك الصّداع والشّعور بالنّعاس.
٦- الامتناع عن التّدخين خلال الصّيام
يعد الانقطاع المفاجئ عن التّدخين خلال فترة الصّيام في رمضان من أبرز أسباب العصبية في رمضان لدى المدخنين لا سيما من يدخنون بشراهة، حيث يؤدي الامتناع عن التّدخين أثناء الصّيام إلى نقص في كمية النّيكوتين الذي اعتاد الجسم الحصول عليها يوميًا؛ مما يؤدي إلى حدوث أعراض تسمى أعراض انسحابية، ومن أبرزها تشمل التّوتر، والعصبية الزّائدة، وسهولة الانفعال.
٧- اضطراب عادات النّوم في رمضان
قد يُعاني الكثير من الأشخاص في رمضان من اضطراب عادات النّوم، نظرًا للسهر حتى تناول وجبة السّحور والاستيقاظ في موعد متأخر عن المعتاد، وهو ما قد يؤدي إلى تغير إيقاع السّاعة البيولوجية الطّبيعية لديهم.
يتسبب ذلك أحيانًا في المعاناة من العصبية في رمضان حيث أن التّغير في السّاعة البيولوجية يؤثر على الحالة المزاجية، كما يعوق القدرة على التّعامل مع الضّغوط ويزداد الشّعور بالقلق والتّوتر، ما ينعكس على سلوكيات الفرد بالغضب والعصبية والانفعال على أبسط الأمور.
علامات العصبية في رمضان:
تظهر العصبية في رمضان في سهولة الانفعال على مواقف لا تستدعي ذلك، وربما يصل الأمر إلى الغضب الشّديد والسّلوك العدواني تجاه الآخرين، بالإضافة إلى ذلك يعاني الشّخص من أعراض جسدية نتيجة ارتفاع مستوى هرمونات التّوتر في الجسم، مثل سرعة ضربات القلب، وزيادة معدل التّنفس، وكذلك التّعرق.
كيفية التّغلب على مشكلة العصبية في رمضان:
قد يساهم اتباع بعض النّصائح في تهدئة النّفس وتقليل الانفعال والتّخلص من العصبية في رمضان، ومن أبرز هذه النّصائح ما يلي:
محاولة التّفكير بإيجابية عند التّعرض لموقف يثير الانزعاج، واستحضار جوهر الصّوم وأهمية ضبط النّفس وتعويدها على السّكينة والهدوء.
التّنفس بعمق لحظة الشّعور بالغضب، وذلك عبر استنشاق الهواء ببطء من الأنف ومن ثم الزّفير ببطء من الفم.
أخذ استراحة سريعة من العمل حتى لو كانت بضع دقائق، حيث يساعد ذلك على تخفيف التّوتر والإجهاد الناجم عن العمل والصّيام، بالإضافة إلى تقليل ساعات العمل إن أمكن.
ممارسة الرّياضة لدورها في تعديل المزاج بجانب تحسين الصّحة العامة، وينصح بممارسة التّمارين قبل الإفطار، أو بعد الإفطار بثلاث أو أربع ساعات، أو قبل السّحور.
تنظيم أوقات النّوم في رمضان قدر المستطاع للحصول على قسط كافٍ من النّوم يوميًا.
الحرص على تناول وجبة السّحور وعدم تفويتها، واختيار الأطعمة الصّحية التي تمنح الجسم طاقة كافية للصيام، ويعد ذلك من أهم طرق التّغلب على العصبية في رمضان خلال فترة الصّيام.
شرب الكثير من الماء في الفترة بين الإفطار والسّحور، مع مراعاة عدم شرب كميات كبيرة جدًا من الماء مرة واحدة أثناء السّحور، وكذلك تناول الفواكه وشرب العصائر الطبيعية لتعويض الماء المفقود خلال فترة الصّيام.
فوائد الصّيام في رمضان للصحة النفسية:
بالرغم من التّغيرات التي تطرأ على الرّوتين اليومي وزيادة الانفعال والعصبية لدى البعض خلال الصّيام خاصة في الأيام الأولى من الشّهر، إلا أن صيام شهر رمضان المبارك من الأمور التي تؤثر بشكل إيجابي على صحة الفرد النّفسية.
تظهر فوائد الصّيام في رمضان على الصّحة النّفسية في الصّور الآتية:
تعزيز ضبط النّفس، وتعلم كيفية التّعامل مع الضّغوط اليومية بهدوء دون انفعال؛ مما يعزز ثقة الفرد بنفسه واحترام
بقلم/د. عبد المهيمن الأحمر
طبيب أمراض نفسية وعصبية
Discussion about this post