لالة مريم، سيدة سانتا كروز، حارسة المدينة، قديسة المُرحلّين وغيرها من التسميات أُطلقت على أجمل معلم أثري وديني في الجزائر، إذ تشتهر كاتدرائية “نوتردام دو سانتا كروز” بموقعها الاستراتيجي المطل على خليج مدينة وهران الساحر، كما تسُر الناظرين بجمال معماريتها وصومعتها الحجرية الشاهقة، حيث يعلو تمثال العذراء بشموخ معانقا القلعة التي بناها الإسبان عام 1754
. تحظى الكنيسة بقدسية لدى المسيحيّين، ويقصدها المسلمون للتّعرف على هذا الصّرح الأثري الّذي يحمل عبق التّاريخ وتعايش الدّيانات
تحتل القلعة، التي بنيت بين عامي 1577 و 1604، موقعًا استراتيجيًا. كانت تحصينات المكان تتكون من جدران سميكة مستمرة تزيد مساحتها عن كيلومترين ونصف، وتحيط بها أبراج متينة ومتباعدة فيما بينها، مع قلعة مركزية أو قصبة حيث أسس الحاكم الأسباني مقره فيها. تم بناء الحصن بالحديد والخشب والرمل والجير والماء الذي حُمل إلى التل عبر مسارات متعرجة وصعبة.
وبعد هجمات العدو المتكررة تم توسيعه مرارًا وتكرارًا لتقوية التحصينات عن طريق التوغل في أعماق التل. هناك سراديب تحت الأرض تصل بين جميع الحصون، والأنفاق التي تمر تحت البلدة تسمح بالصعود والنزول من التلال المختلفة. في الحقبة الاستعمارية كان يجب الحصول على إذن لاستكشاف هذا المقطع من عقيد المهندسين.
الطريق إلى “قلعة سانتا كروز” يبدأ من وسط المدينة في حي سيدي الهواري العتيق، ويمتد في شكل طريق تغلب عليه الالتواءات، يخترق جبل المرجاجو، إلى أن يصل إلى قمة الجبل, حيث القلعة.
وخلال رحلتك للوصول إلى القلعة، ستستمتع بمشاهد خلابة، لتلاطم مياه البحر بالجبل الذي يلبس حلة خضراء، مجسدة في أشجار الصنوبر، التي شيدّ مواطنين منازلهم الفخمة وسطها، وتنتهي بدخولها عبر بوابة كبيرة، كما يحيط بها سور شاهق الارتفاع، به منافذ أعدت لنصب مدافع في حال مواجهة العدو.
ومساحة “سانتا كروز” فسيحة من الداخل، حيث تسع المئات من الجنود بخيولهم ومؤنهم وذخيرتهم الحربية، وتحوي أسفلها أنفاقا ودهاليز سرية تؤدي إلى البحر.
جمال القلعة يعكس فن الهندسة المعمارية الاسباني تحتل القلعة، التي بنيت بين عامي 1577 و 1604، موقعًا استراتيجيًا. كانت تحصينات المكان تتكون من جدران سميكة ومستمرة حيث تزيد مساحتها عن كيلومترين ونصف، وتحيط بها أبراج متينة ومتباعدة فيما بينها، مع قلعة مركزية أو قصبة حيث أسس الحاكم الأسباني مقره.
Discussion about this post