سلسة تسرد
التراث الشعبي في رمضان
بقلم/ د. دعاء محمود
شارع المعز من أقدم، وأعرق شوارع القاهرة؛ حيث أنه يعد أكبر متحف مفتوح على مستوى العالم حسب منظمة اليونسكو.
يجذب شارع المعز لدين الله الفاطمي أفواجًا من السُّياح الذين يأتون من كل فج، يُسْحرون بما فيه من راحة، وجمال، ورونق الشَّرق العتيق.
يطلبون الجمال والرَّاحة في أحضان القاهرة الإسلامية التَّاريخية في ظلال عادات الشَّهر الكريم.
يمتد شارع المعز من باب زويلة بالدَّرب الأحمر، مرورًا بالغورية وشارع الصَّاغة، وصولًا إلى باب الفتوح بالجمالية.
تتحول البهجة هنا إلى حقيقة ملموسة؛ حيث تتجسد البهجة في صورة بشرية؛ فمنذ بداية دخول الشَّارع الذي يخضع لحراسة أمنية شأنه شأن باقي المناطق الأثرية، تلفت الأنظار جماليات الماضي والحاضر، حيث تتنافس فيه محلات الزَّخارف والذَّهب والأواني النُّحاسية والملابس الفولكلورية والمقاهي العائلية والشَّبابية، في جذب الأسر المصرية والشَّباب والسُّياح الذين جاؤوا على سمعة الشَّارع.
يتجسد جمال شهر رمضان في جو مبهج لكل من يأتي إلى هذا الشَّارع.
أهل الشَّارع يشعرون بأن شارعهم “مبسوط” (سعيد) بشهر رمضان الكريم من كثرة الخير الذي يشاهدونه فيه دون سائر الشُّهور.
تبدأ التَّجمعات العائلية قبل الإفطار بوقت كاف، ويستمر التَّوافد من الشَّباب والأسر بعد الإفطار حتى تناول السُّحور، مشاركين في فاعليات بيت القاضي وبيت السِّحيمي وبيت الشَّاعر وزيارة المتاحف والمساجد الأثرية.
ومن أبرز المعالم الأثرية في شارع المعز: سور القاهرة، وباب النَّصر، وباب الفتوح، ومدرسة النَّاصر محمد بن قلاوون، والقصر الشَّرقي الكبير، الذي يعرف أيضًا باسم قصر الخليفة المعز.
كثير من المصريين يحرصون على الإفطار والسحور مع العائلات والأصدقاء في شارع المعز
ويحرص الكثير من الفنانين على الحضور إلى الشَّارع حيث؛ يشدو الكثير منهم بأغانيهم الوطنية الجميلة في شارع المعز، وسط تجاوب كبير من الشباب.
حيث تذوب الفوارق بين النَّاس، تتعانق الثَّقافات المختلفة، الكل سعيد بالأجواء الرَّمضانية، في الشَّارع العتيق.
كما يلفت نظر زوار شارع المعز الوجه السُّوداني المنير لنساء السُّودان المتميزات في رسم الحنة السُّودانية، واللاتي يجلسن مجموعات على مصاطب وفي أيديهم دليل للرسوم المقترحة للحنة، أو يجلسن بمفردهن ومنهن “الحنانة” (نسبة إلى مهنة رسم الحنة السودانية).
الحنة أنواع، سواء السُّودانية منها أو الهندية أو الفرعونية أو المصرية.
أجواء الفرحة التي تراها في شارع المعز تجعلك تشعر بأن رمضان هنا في هذا الشَّارع فقط دون سائر الشَّوارع.
تمتد فيه موائد الإفطار، بطول الشَّارع، الكل متحاب وسعيد.
كما أن للسحور فيه نكهة شرقية جميلة، لخصت فيها دفء الشَّرق وسحر العراقة مع كوب من الشَّاي بالنَّعناع في المقهى العتيق.
زيارة ساحرة، أجواء رمضانية خلابة، تريد تكرارها كل يوم إن استطعت.
بقلم الكاتبة الصحفية/ د. دعاء محمود
مصر
دعاءقلب








































Discussion about this post