أنا أقلُّ الصّغار
بقلم/ عامر الطيب
أنا أقل الصّغار
إطلاعاً على قصص اللصوص
و أقلّ ذهولاً
بالموانئ و ملابس من يهربون
بالفتيات إلى جزر نائية.
بدأتُ صباحي ذات يوم
برغبة شديدة
في التّخلص من العواطف
كديون متراكمة
مرّة بالدّموع و أخرى بالإشارات
حتّى انتهى بي الحال لأن أحبّك
بالقدر الّذي يعني إفلاسي.
**
نفدَ كلام اللغة
الّتي كان بوسعي أن أستخدمه
لعلاج حساسيّة أحد من نسيانه.
ليست وظيفةُ المرء
أن يختلقَ كلاما جديدا
إذا احتاج لبكاء مرير
لا سيّما ذلك الحيّ الّذي لا تخدمه حيل
عديدة من قبيل أن ينتقي كلاماً
جديراً ليموت.
**
مشاهد طبيعيّة بدلاً من قصائد.
أمرّن يدي
لتلمس العالم
كمن يلمس فاتورة
فنحن الّذين سندفع أخيراً
نحن الّذين نخسر بأياد نظيفة
الّذين نختنق بهواء الشّبابيك
الّذين تتسرّب دموعهم في الأنابيب بشكل جيّد..
مشاهد طبيعيّة بدلاً من قصائد،
حيوات ضيّقة كالمهن الأليمة
بدلاً من أفلام.
**
أستعمل اليمنى لكنّ أحدهم
طلب منّي أن أكتب
هذا النّص باليد اليسرى.
وجدتُ الرّهان شاقاً
ثم استمتعت بأني لستُ عاجزاً
عن القيام به
قلت :أحداً وهو امرأة
قلت ذلك لنسيان أنّني قد أخفق
في استخدام آلة جديدة
و بالنحو الّذي يعني أنّ القصائد
الحزينة قد تتلفُ يدي.
**
يعملُ المرء أميناً للصندوق
و يجهد نفسه
بالتّفكير بما سيصبح عليه
حين لا تعودين
خياره الوحيد.
إنّه يحشر خيطاً رفيعاً
من الأمل بثقبٍ بالكاد
يُرى من اليأس السّميك.
ليس هذا المصير المثالي
بأن يصبح المرء
خائناً للمتع المضيئة
و أميناً للصندوق.
**
ليوم واحد في الأسبوع
يمكن أن أتنازل لامرأة
عن موهبة دفينة
يمكن أن أشيّد لها مركباً
من أحجار عملاقة
يهبنا بعد ذلك الحبّ في النظرة
الّتي يأنف منها البحارة.
أن تتأرجح أقدامنا على الشّاطئ،
أن نمهل المركب الفرصة الكافية
كي يغطس بالماء.
**
عربة لا تتّسع لخمسة أفراد
لكن ينبغي أن يكون
ذهابهم معاً
وعلى أية حال سيتصرّف الرّبُّ
بتسوية الأمور.
إنّها تحملهم إلى الموت
وهم يحملقون
بما يصادفهم من أنهار و بوّابات حديديّة
و باعة على الطّريق.
الحياة جادّة لدرجة أنّهم قد يصلون يوماً ما
و الموت ساخرٌ
بما يعني أنّ العربة ستبلغُ
المقصد ملأى بالجثث.
**
أنا من النّاس الّذين
لا يحبّون أعمالهم لكنّهم يفعلون
الأشياء باستمرار:
أدمن على تناول السّكّر
لكنّني أخشى منه،
أراجع قصائد لا أفضلّها،
أنجح باستضافة أشخاص لا أستميلهم،
أجد في الخزانة
حياة و موتاً غير مستعملين
آخذ الحياة كلعبةٍ لا قيمة لها
و أزهد بالموت.
**
في جوف من يبكي
ثّمة قمر يتردّد أهله بالنّظر إليه
ومع أن الجميع
سيتوقّفون ذات يوم
عن اعتباره آلة لإضاءة
الدّموع.
يلتمع كل شيء على البسيطة
فيما تصدأ الأعين
الّتي يغمضها أصحابها فقط.
عامر الطيب
Discussion about this post