يرتبط شهر رمضان في الجزائر بعديد العادات والتقاليد التي لا يتوانى المواطنون عن إحيائها، منها ظاهرة “المسحراتي”، أو كما يعرف بـ”بوطبيلة” و”الطبّال”، نسبة إلى الطبل الذي يضرب عليه بالعصا بالإضافة إلى صوته الشجي المرافق للصوت الذي يصدره الطبل من أجل إيقاظ النيام والإعلان عن بداية وقت السحور.
ويردد المسحراتي على وقع لحن طبله التقليدي وصوته الجميل في خرجته إلى الأحياء السكنية كل ليلة رمضانية قبل الإمساك بوقت قضير عديد العبارات يدعو فيها الناس إلى الاستيقاظ للسحور منها “إصح يا نايم وحّد الدايم” أو”السحور يا مؤمنين السحور”، “قوموا إلى سحوركم رمضان يزوركم”…، بالإضافة إلى جمل وترديدات أخرى قد تختلف من منطقة إلى أخرى.
.
بإيقاع متناغم رخيم وبخطوات منتظمة مع إيقاع طبلته الذي يقطع سكون الليل، يطوف المسحراتي الشوارع والأزقة بطبلته التقليدية وهو ينادي الناس ويدعوهم للإستيقاظ من أجل السحور بعبارات مختلفة مثل “اصح يا نايم وحد الدايم ” أو”السحور يا مؤمنين السحور”، وغيرها من العبارات المعروفة التي تعرف طريقها إلى آذان النيام، فيستيقظون ممتنين لصاحب الصوت الشجي الذي يوقظهم كل ليلة، في نفس الموعد، طوال هذا الشهر.
وفي الجزائر، مازال المسحراتي يجوب أزقة وقصور منطقة الوادي قبل صلاة الفجر ينادي الناس باستخدام الدف، لإيقاظ النائمين لتناول وجبة السحور
.ومن أهل المنطقة من ورث المهنة من أبيه وتقاسمها مع أبناء عمه
، يعتبر المسحراتي إرثا حضاريا تتوارثه الأجيال منذ تاريخ ضارب في شعاب الزمن.
تكون بداية العمل قبل ساعتين من أذان الفجر، حيث يحرص المسحراتي في الشتاء على النهوض باكرا على خلاف فصل الصيف، إذ يبدأ في حدود الساعة الثالثة أو الثالثة والنصف ويتوقف مع بداية أول أذان الفجر.
و”المسحراتي” موروث شعبي لا يكتمل بدونه شهر رمضان ويتصل اتصالا وثيقا بالتقاليد والعادات الشعبية الجزائرية الرمضانية، لكن بدأ في السنوات الأخيرة يشهدا اندثارا وتكاد تختفي آثاره إلا في بعض المحافظات التي ما تزال تحافظ عليه منها محافظاتا و”رقلة” و”وادي سوف” (جنوب البلاد).
وفي ظلّ تطور المجتمع وتقدم التكنولوجيا أصبحت مهنة “المسحراتي” شبه منقرضة بعدما كانت قبل سنوات مشهورة ومتداولة بصورة كبيرة في بلدان شمال إفريقيا والمغرب العربي الكبير بما فيها الجزائر
بقلم حجاج أول عويشة الجزائر 🇩🇿
Discussion about this post