للأمّهات حدسٌ لا يكذب
لعلها نبؤة وضعها الله
في تلك الأفئدة
الّتي تشبه أفئدة الطّير ,
أتذكّر أن أمّي كانت ترى
أنّ أمينة رزق
فلاحة من أرياف الكحلاء
أخذتها ظروف الحياة
إلى مصر .
حدّق في عينيها يا بني
انظر إلى وجهها
سترى بخت كلّ نساء السّلف ,
إنّ أقسى المشاهد الّتي كنا نتابعها
من على الشّاشة
هو حيرة أمينة
في انتظار أولادها
بكاؤها من أجل أرضٍ
اغتصبها العمدة ,
أحياناً تلتحم أمّي مع المشهد
وهي تنصح صديقتها
بالهروب
ومرات كثيرة تحاول أن تناولها
عصاً لتضرب رجالاً قساة
مهمتهم تحطيم القلوب ,
تنسى أمّي كثيراً
أنّ ما رأته مجرد تمثيل ,
يوم ماتت أمينة رزق
حزنت كثيراً .
أحياناً أقول لها انظري يا أمّي
هذه صاحبتك
لكنّها تشيح بوجهها
ودمع خفيف يؤطّر شيلتها
يشير إلى نهاية صحبة نبيلة .
حمدان طاهر
من مجموعة كتاب الأمّهات
Discussion about this post