قصيدة هاربة من دفتر المدرسة
تَسَلَّلْتُ لَيْلًا مِنْ دَفَاتِرِ مَعْجَمِي وَفَرَّتْ
مَعِي الأَوْزَانُ تَحْمِلُ مِحْبَرِي
وَسَارَتْ قَوَافِي الشِّعْرِ حَافِيَةَ الخُطَى
تُغَنِّي: “وَدَاعًا.. يَا كِتَابِي الأَكْبَرِي!”
تَعِبْتُ مِنَ الإِعْرَابِ، مَا بَالُ صَرْفِهِ؟
يُفَتِّشُ فِي أَحْرُفِنَا دُونَ مَبْرِرِ!
وَمِنْ فَاعِلٍ يَسْعَى لِفِعْلٍ مُؤَدَّبٍ
وَمَفْعُولِهِ المَظْلُومِ وَالمُتَكَبِّرِ!
تَعِبْتُ مِنَ “المُثَنَّى” يُوَجِّهُنِي
كَمَا يُوَجِّهُ رَاعٍ قَطْعَةً مِنْ سَنْبُلِ!
وَمِنْ “جُمْلَةٍ اسْمِيَّةٍ” لَا تَبْدَأُ بِشَيْءٍ
سِوَى فِي كِتَابِ الدَّرْسِ.. لَكِنْ فِي الدِّيَارِ؟
فَهَا أَنَا أَجْرِي.. فَمَنْ يُمْسِكُ الْهَوَى؟
وَمَنْ يَسْتَطِيعُ اللَّحْنَ فِي عُمْرِ الأَزْهَرِ؟
أُرِيدُ كِتَابًا لَا يُقَيِّدُ مُتْرَفِي
وَلَا يَسْجُنُ الإِحْسَاسَ فِي سَطْرِ الحِبْرِ!
ليلى بوشمامة – المغرب
Discussion about this post