و لنا في باب الصحراء
قلب معلق..
و خمسون ألف قصيدة
و حبيبة كانت تقول لي :
ماذا – أيها الريفي –
أعددت لجنتي؟
فأقول : أنا أغنى العالمين طُرًّا
لا أملك إلا عينيكِ…
و خمسين ألف قصيدة !
و حين مرّت قوافلُ الصيفِ
كنتُ أُقاسم ظلّي
حفنةَ رملٍ
و قصيدةً ناقصةً،
و كنتِ بعيدةً كأغنيةٍ
تتهجّى الطرقاتِ ولا تصل.
قلتُ: سنلتقي حين يخطئ الدربُ،
حين تكبر الحكايةُ في فمِ الريح،
حين يصير الصمتُ وطنا،
و الحنينُ بابا مشرعاً في الجهات.
لكنّكِ كنتِ تؤمنين بالمرافئ،
و كنتُ أؤمن بأنّ المدى
لا يحتاج إلا عينينِ
و خمسين ألف قصيدة!
لكن الصحراء ليست فردوسا
و لا تنبت في كفها الوعود،
فقد كنت أعد الرمال في الليل،
و أستودع الجهات رجائي،
و أقول : ستكبر الطريق بنا،
و تكبر الحكاية في ثغر الأفق،
و تمطر السماء موعدا،
و تهطلين…
لكنك تؤمنين بالخرائط..كنتِ
و كنتُ أومن أن الجهات
لا تحتاج إلا عينيك
و خمسين ألف قصيدة !
و حين أقبل الخريف
بأوراقه الصفراء الذابلة،
و الريح تلهو بنهايات الطرقات،
قلت لنفسي:
لازلت غنيا رغم النزوح،
فلي في باب الصحراء
قلب معلق،
و خمسون ألف قصيدة،
و ظل يطول كلما ابتعدت.
و لازلتِ هناك،
تسألين العابرين :
ماذا – أيها الريفي –
أعددتَ لجنتي ؟
و لازلتُ أقول :
أنا أغنى العالمين طرا،
لا أملك إلا عينيك..
و خمسين ألف قصيدة !







































Discussion about this post