أهلي يقدّسون الحزن
يقدّمون له كل سنة قربانا
وحفل شواء
يقصّون أجنحة الشّمس
يقتلعون سنابل القمح
يسدّون منافذ الضّوء
ويقيمون العزاء
تعلمت من أهلي أن أحزن
قبل النّوم
عند الفجر
وعند السّفر
ربّما كان الموت ينتظرني بباب الطّائرة
أو حين الاحتفاء بكأس نبيذ مع الأصدقاء
أهلي إذا اجتمعوا
اصطفت صناديق الموتى
وكثر البكاء
ستعُدّنا أمي وتخطئ في العدّ
بعضنا رحل إلى السّماء
حين كانت توقد الشّمع في خلوة الأولياء
وتتضرّع إلى الله كي يحفظنا
أمي امرأة حلوة
لكن حزنها يغطّي بشاشة وجهها
ويطفئ لون الحياة
كلما ضحكت سقط طفل من حلقها
وابتلعته الأرض
فيغيب
ولا نكفّ عن النّحيب
كريمة الحسيني
تونس
Discussion about this post