يا هودية
آه يا عاشِقتي، ما لي سرٌّ أُخفيه بين الجدران،
كان الحنانُ جدولًا يروي ظمأَ المكان،
لكنّ الظلمَ، يا محبوبتي،كسرَ مرآةَ الأمان،
وظنَّ الأعداءُ أن الليلَ سيُعمي العيان،
فما علموا أن اللهَ، الجبّارَ،
يزرع النورَ في قلب الإنسان.
هو المُعينُ،
يُبعدُ عنّا لظى الأحزان،
ويُبدِّدُ السُّحبَ الكثيفةَ،
فنُبحرُ في أمان.
هو الرحمن،
مَن يقولُ “كُنْ”، فيصيرُ المستحيلُ إمكان،
له الكرامةُ، له الغفران، وإن خانَهم الزمانُ،
فعدلُ اللهِ يُطفئُ نارَ الطغيان،
ويُقسّمُ بينَنا النصرَ والإيمان.
آه يا عاشقتي،
ما لنا إلا أن نُحسنَ الظنَّ بالرحمن،
فالحياةُ موجٌ، والموجُ لا يرحمُ إلا سفينةَ الصابرين،
وما بينَ ظلالِ الليلِ وفجرِ اليقين،
يبقى الأملُ، يبقى النورُ…
ويبقى حبُّكِ المكنونُ في الروحِ والحنين.
عزُّ الأندلسي
Discussion about this post