شوهِدتُ للمرّة الأخيرة وأنا أحبكِ
حدث هذا في حانة هولنديّة بإحدى قصائد “جاك بريل” المهجورة..
شوهدتُ مرتدياً زيّ نادلٍ أرستقراطيّ
أقدّم زجاجات نبيذ فارغة لغرقى متذمّرين وأشباح يهرشون بقلق صدورهم الخاوية،
وأساعد شعراء و بحارة مخمورين على النهوض من أسمائهم و انتصاراتهم الدّبقة..
يقال أنّني تعثّرت بإسمكِ عند أحد السطور الشّائكة،
وأنّني غرقت في ذاكرتي.
يقال أيضاً
أنّني كنت أحداً آخر ولم أنتبه.
هناك تضارب بشأن نهايتي
لكنّ الجميع متّفق بأنّني:
شوهِدتُ للمرة الأخيرة وأنا مصاب بك.
*****
الأن تعرفين تماماً كيف يمكن لرجلٍ عارٍ من الصّحة أن يحبكِ في منتصف كانون،
أن يفعل هذا بعينين مغمضتين وقميصٍ مفتوح ..
الأن تعلمين كيف يمكن لفمٍ خجول أن يطبق على شفتيكِ غدراً..
أن يقترف هذا في منتصف شارعٍ طوقهُ الوعاظ وحرّاس الفضيلة..
تعلمين الآن أيضاً..كيف يمكن لفتىً هذّبته الحروب
أن يتجاهل رأسه في نقطة تفتيش
و يلقي بمزحةٍ مباغتةٍ نحو رتلٍ متوترٍ من البنادق
والسّبابات المعقوفة قلقاً وتحسباً..
لكنّ وبرغم سعة مدارككِ
لن تعرفي أبداً
كيف يمكن لشاعر مكشوف اليأس/حافي الندم
أن يراقص بمفرده ليلةً وعرة،
ويضحك وحيداً في الخامسة صباحاً.
*****
قيس عبدالمغني
Discussion about this post