مُترنّحةً على شفا ذاتي،
أريدُ أن أصدِّقَ أنّني مُمكنة،
و أنّ فرضيّات وُجودي أكبرُ
من حقائقِ عدمي.
لا أفهمُ الحياة،
لكنّني أستوعبُها داخلي،
كجنينٍ أثقُ في ولادته
حتّى بعد طرحِه.
يركلُ اليقينُ غشائي
برِجليهِ الرِّخوتين،
حتّى حين لا يخفقُ الغشاءُ
بغيرِ خوائي.
أُصَدِّقُ الأكاذيب
في كاملِ وعيي،
لا سذاجةً منّي،
بل لأنّني أحتاجُ أن أعرف
أنّ هذا الجَدْبَ سينشقُّ عن سَيْلٍ ما،
و أنّ فكرةَ الماءِ أكثرُ حقيقةً
من الماء،
و أنّني إن حلمتُ به طويلاً،
أفقتُ بحُنجرةٍ نديّة.
لهذا ربّما أعودُ من العينِ دائمًا
بجِرارٍ فارغة.
وحدي من ينتبهُ للسَّقْسَقةِ
في صدري،
وحدي من يرويني.
أريدُ أن أكتبَ عن الأمل،
حتّى و أنا لا أعرفه،
كمن يَكْرَعُ كأسًا من الرّمل،
و يَقْرَعُ الفراغَ بفراغِه.
ليسَ يأسًا،
بل لأنّني لم أعرِفْ حياةً
غير التي تنتفخُ في أحشائي.
ما يقعُ خارجي
يلمسُني دون أن يخدشني،
كصُراخِ طفلٍ
في مقصورةٍ مُجاورة.
أشعرُ بالوِلادة في كلّ حين
دون حاجةٍ لأن أفقدَ دمائي.
أُمرّرُ يدي على بطنِ اليَباس
و أسحبُها في كلّ مرّةٍ مُبلّلةً
بٱحتمالاتي.
—
هاجر الرقيق
تونس
Discussion about this post