لغة بلا كلمات
ولدت من أعماق المشاعر المتقدة في زوايا الروح.
أنا ابنة اللحظة العابرة، لكنني أحمل في حجمي الصغير أثقالًا من الأحاسيس التي تعجز الكلمات عن احتوائها. ظهرت إلى النور لأول مرة عندما وقف الإنسان عاجزًا أمام زخم عواطفه، فكنت أنا لسان حاله، مزيجًا من فرح غامر، حزن دفين، خيبة مريرة، أو حنين عميق. منذ ذلك الحين، أصبحتُ رمزًا للتنفيس، وشاهدًا صادقًا على أسرار القلوب.
رحلتي تبدأ من مملكة المشاعر.
هناك، أصطف مع أخواتي في انتظار أن تشتد العاطفة. عندها، أحزم أمتعتي من زوايا العين، وأبدأ انحداري على الخد. أترك أثرًا لا تمحوه الأيام، ثم أختفي. لكن غيابي ليس نهاية حكايتي، بل بداية بصمة باقية في ذاكرة اللحظة.
كنت حاضرة في أعظم مشاهد الحياة.
في ولادة الحب الأول، وفي وداع الأحبة، وفي لحظات النصر والانكسار، كنت أنا الجسر بين الصمت والصراخ. أحيانًا، أكون بلسماً يشفي الروح، وأحيانًا أخرى، مرآة لجرح لا يزال ينزف. لكنني دائمًا صادقة؛ لا أظهر إلا حين يكون الشعور حقيقيًا، ولا يمكنني أن أزيف عاطفة أو أخدع أحدًا.
وجودي يحمل رسالة.
في صمتي أفضح كل الكلمات غير المنطوقة، وفي انحداري أروي قصة الإنسان التي لا تكتبها الحروف. أطمح إلى أن أستمر في أداء دوري كرسول بين القلوب، أن أغسل الأحزان، وأطهر النفوس، وأذكر البشر بأنهم ما زالوا أحياء في أعماقهم.
أنا دمعة.
شاهدة صامتة على أحلك وأجمل لحظات الحياة. هل يمكن للعالم أن يستمر بلا شاهد مثلي؟
Discussion about this post