” عِطرُكِ وطنُ الروح ”
كم أتمنى أن أشمَّ عطركِ،
أن أُسافرَ بين نفحاتِكِ،
كالنسيمِ الهادئِ
حينَ يُعانقُ أسرارَ الورود،
يُضيءُ عتمةَ الروحِ،
يُسكرُ القلبَ بحلاوةِ الوصلِ،
ويُعيدني طفلًا
يحبو على بساطِ الأحلامِ
في حدائقِ العشقِ السرمدي.
كم أتمنى أن أُبادلكِ الحديث،
أن أسمعَ صوتَكِ،
كهمسِ الندى
حينَ يُقبّلُ وجناتِ الصباح،
أو كأنغامِ نايٍ
يُغني وحدتَهُ عند الغسق،
فتروي كلماتُكِ
ظمأ القلبِ،
وترسمُ حدودَ الأمانِ
على خارطةِ الروح.
كم أتمنى أن أتكئَ على صدركِ،
أن أجدَ فيه وطناً لا تُغلقُ أبوابُه،
حضناً يطفئُ صقيعَ الأيّامِ،
ومرسى يهدأُ فيه موجُ القلبِ،
حينَ تعصفُ رياحُ الحياة.
هناك، أجدُ نفسي،
مُحتضناً بينَ دفءِ نبضكِ،
كأنني عائدٌ من معركةِ البُعدِ
إلى سلامِ القربِ.
يا امرأةً تُشعلُ فيَّ كلَّ تضاد،
تسرقُ من عُمري العمرَ،
وتمنحني دهراً
من الدهشةِ والنقاء،
أنتِ حُلمٌ يَسكُنُ الوجدانَ،
وأُغنيةٌ خالدة
تعزفُها السماءُ
على أوتارِ الحنينِ،
حينَ يغتسلُ الليلُ بنجومِ الهوى.
فهل تأذنينَ لي
أن أنسجَ من عطركِ درباً
يمتدُّ ما بينَ الأرضِ والسماء؟
أن أغزلَ من همسكِ ذكرى تخلدني؟
أن أكونَ أسيرَ قلبِكِ،
لا يأسرني زمانٌ ولا مكانٌ،
بل يأسرني فقط
عِناقُ روحَينا
في لانهائيةِ العشق؟
نور الدين طاهري
بلجيكا
Discussion about this post