ساعة القدر
قصة قصيرة
بقلم / أيمن دراوشة
التصنيف / أدب فلسفي
—-
في أحد الأيام، دخل رجل يدعى سفيان إلى أحد المحلات القديمة في حي قديم في المدينة، كان يبحث عن ساعة قديمة ليضيفها إلى مجموعته. لم يكن المحل يعرض ساعات عادية؛ بل كانت هناك ساعات تُشبه تلك التي يُقال إنها تستطيع إخبارك بموعد موتك.
سأل سفيان البائع، وهو رجل مسن بعينين خبيرتين: “هل لديك ساعة من هذه الأنواع؟”
رد البائع بابتسامة غامضة: “نعم، لكن لا تشتريها إذا كنت لا تتحمل الحقيقة.”
تردد سفيان، لكنه قرر شراء ساعة صغيرة من الذهب اللامع. دفع ثمنها وعاد إلى منزله، مشتعلاً بالفضول والخوف في آنٍ واحد. عندما فتح الساعة، كان هناك تاريخ محدد قد كُتب على واجهتها: “بعد أسبوع من اليوم”.
استسلم سفيان للذعر، فكر في كل ما فعله في حياته، وألقى نظرة أخيرة على كل لحظة عاشت فيها الفرحة والندم. ولكنه، في اليوم المحدد، وعندما حل الظلام، شعر بشيء غريب. الساعة لم تتوقف عند تلك اللحظة، بل بدأت في العودة للخلف، مُظهرة تواريخ ماضية. في تلك اللحظة، أدرك سفيان أن الساعة كانت تعيده إلى الوراء في الوقت، وأنه كان يعيش لحظات حياته الأخيرة، ولكن بطريقة لا تُمنح لأي شخص آخر.
عاش سفيان أياماً أخرى، ولكنه كان يحاول أن يعيشها وكأنها الأخيرة، وكل لحظة كانت تحمل له مغزى وقيمة لم يشعر بها من قبل. وعندما وصل إلى اليوم الذي ظن أنه نهايته، اكتشف أن الساعة توقفت بشكل مفاجئ، وأصبحت بلا حياة.
في تلك اللحظة، شعر بشيء غير متوقع: لم يكن هناك أي موت، بل كان يومًا آخر، ولكن في عالمٍ جديد، حيث لا يمكن العودة إلى الوراء.
النهاية
Discussion about this post