خزانةٌ مفتوحةٌ في بيتٍ قديم،
قلبٌ مهترئ
عصفورٌ مقصوص الجناحين
قِطّةٌ عمياء
وحشٌ بلثّةٍ طريّة
صحراء خاوية
وشبه واحة
وأنا ، أنا هناك، على رفٍّ صغيرٍ
أحرس غُباري من تنهيدةٍ عابرة.
2
لايجيء من عبث، ولا ينسلُّ بين مفاصل روحك
ويأخذ الفِكر بأكمله.
لا يجيء من يدٍ وحيدةٍ تنتظر رفيقتها من البعيد
ولا من قلبٍ يتمتم صلواته بفمٍ ملآنٍ بالأماني
لا يجيئك من عبث…!
حيث يدخل لبّ مصيرك
ويصرخ من داخلك:
أنا الشّكُّ الصّائب، خذني.
3
غِبْ أكثر،
ابتعدْ، حيث الموج ينقذفُ متلألئاً
على جسدِ الهواء، كنِ الرّذاذ .
كُنْ عُمقاً مخيفاً
تفسّخاً مرعِباً، ينكمشُ تحتَ أصابعِ العتمة
وينفلتُ في الضّباب.
كُنْ ألماً ..
وحشاً ضريراً يعضُّ الصّوتَ
وحشاً يلتهمُ النّهدات.
غِبْ أكثر ،
ابتعدْ، حيثُ الشّفق يُسرفُ الغياب
كنْ غسقاً تُوسَعُ لرُهابهِ الأحداق.
كُنْ ظلّاً خفيفاً
لوناً رماديّاً، يخونُ الرّؤى بلجّةِ الليل
كُن دمعةً غاويةً،
أخاديداً غائرةً بالحزنِ
كُنْ النّدم، واقترب.
أحلام عثمان
Discussion about this post