ذاكرتي أضحت طريقًا منطفئ الأضواء.
وساق دقائقي ملوي كسنبلة
موجوعة بقطع مشيمتها،
وللحقل أشواق.
مهلًا… مهلًا… يا حاصدًا، هل سأسمي ما تبقى
من أيامي
بالآفاق؟
أناي يصرخ:
لا تلبسي جلد النمور…!
ولا تتظاهري بسكن القصور…!
لا تجهري، فصغار حطب الكلم سيشيع النار.
تلبدي كي تصطادي ما تريدين…
كيف ترضخين للعيوب؟
هل حرام أن تسكري بعنب الكرمة
التي ورثتها عن جدك؟
أحلال أن يخوصصك الوطن؟
ويركب ظهر عزمك الغبن؟
كيف ستتطهرين من الذنوب؟
وما شارات هذه النذوب؟
قبالة داري غرابيب سود
تنقر أوتار قلوب متسولي زقاقنا.
أين الرفيقات؟
أين الرفاق؟
أخطو مهركلة نحو المقهى،
النادلة تلبس وزرة الذكورة، تظن مساعيها مشكورة.
تقدم لي شايًا حلوًا عوض قهوة بالبن مغمورة.
عيناها تقول:
لا تتوقحي…
لا تتنوحي…
جوع، عطش، أجزم أنك أمة مقهورة ولست حرة مسرورة.
يا لصوص الأحياء
هلموا… هلموا… خلصوني من هاتفي.
لقد ألبسني الغباء،
وقلمي انتعلت بسببه العناء…
هلموا… هلموا… يا طويلات اللسان.
هيا… هيا… زغردن بالترهات رجاء، ثم رجاء.
سأغادر…
ويسمع لخطواتي هزيز كمركب متهرئ ينوح بالريح.
كيف سأناديك؟
كيف سأناديك؟
كيف سأناديك؟
فري إلي،
فري إلي،
فري إلي.
أو سأفر مني إليك…
أو سأفر مني إليك…
أو سأفر مني إليك…
يا حرية…
قصيدة بعنوان “فري إلي” من ديوان “دفلى لم تجد ريها”.
Discussion about this post