ليسَ صحيحًا ما يقولونه؛
لستُ على ضلالةٍ يا الله،
أنا فقط أفكُّ أزرارَ قلبي
قبل الخُروج،
و يداي مُثبَّتتانِ على وضعيّةِ التَّربيت.
لماذا عليَّ أن أشرحَ أصابعي للجميع؟
مُؤذٍ أن يكون نبضكَ
مُبرّرًا كافيًا للتّحقيق.
لا أكذب،
لكن مرّت ليالٍ
رأيتُ فيها حقيقتي تتجوّلُ برأسٍ عارٍ،
و لم أنهِها.
و لا أعرفُ إن يجعلني ذلك آثمةً
أم أصيلة.
ربّما أثمت
حين لعنتُ الشّمسَ الّتي تُجفّف
الغسيل
و النّعناع
و شراشفَ الحُبّ،
لكنّها تتركُ دمي رطبًا.
ربّما أثمتُ
حين سمحتُ لليأسِ أن يُشاركني
كلَّ شيء؛
سريري،
نصفَ رفِّ الأدويةِ بالحمّام،
عينيَّ اللّتين لم أستردَّهُما
من شُغلِ المكاتب بعد،
لكن هل يجعلني ذلك سيّئة؟
لستُ طاهرةً لذلك الحدِّ يا الله؛
لقد دفعتُ عمرًا طويلاً
و أنا أقنعُ النّاس
أنّ القصائدَ على شفاهي
بقايا طعام.
من ذا يُصدّق
أنّ سببَ مجيئكَ لهذا العالم
مخبوءٌ في فمك؟
لقد تعلّمتُ أن أقولَ البشاعةَ دائمًا
بطريقةٍ جميلة
حتّى لا يُشيرَ أحدٌ إلى الدَّمامِل
الّتي لم تكن أزهارًا بما يكفي
لهذا العالم.
لستُ مُفرِطةً في الواقعيّة؛
أثقُ في خيالي
و أنا أُحصي أسفلَ عُنقي كلَّ القُبلات
الّتي لم تحدث.
و أخشى أن تمرَّ الأيّام
دون أن أجدَ ما أصدّقُه.
لا أعرفُ ما إن كنتُ طيّبةً أو لا،
ما أعرفهُ جيّدًا:
هنالك ملائكةٌ تتسكّعُ بفساتينَ قصيرة
و تبيتُ في الحظائر.
لا أريدُ الأذيّةَ لأحد،
و تؤلمني أجسادُ الأطفالِ التي لن تعرق،
جواربهُم الّتي لن تهترئ،
فقط لأنّ الهاويةَ كانت أقربَ لهم
من الملعب.
أريدُ زوجَيْنِ حديثَيْنِ من الأقدامِ يا الله،
لا ينظرُ أحدٌ للوحلِ أسفلهما
على أنّهُ رفاهيّة.
أريدُ رحلةً لا يتّهمُني فيها أحدٌ
بالرّكض.
ما أودُّ قولهُ في النّهاية، و بشدّة،
أنّني أحبّكَ يا الله،
غيرَ أنّه لم يُعلّمني أحدٌ كيف أقولُها
دون أن تكلّفني
جُروحًا جديدة.
— بقلم
هاجر الرقيق
Discussion about this post