تُرابها نقاطُ الحروف الّتي لم يكتبْها بعدُ إنسان عبر الأجيال …
فيها عرفتُ الطّيورَ من أصواتهم …
وانتظرتُ أن أسمع نقيق الضّفادع معلنةً زيارة القمر لضيعتي…
استاذ “فكتور” مرّ من عندنا وذهبنا الى بستانِ التّفاح…
مبهجٌ ومتعبٌ في آن العمل في الأرض …
قلت له: أعرف أنّك سعيد في تعبك ، لاحظت أمرًا ، عندما يقطف ثمرةً أو يلامس الزّعتر يذكر اسم الله فيفيض الخير بين يديه…
لا يزوره عابر سبيل أو صديق إلّا ويعود محمّلًا بالتّفاح والعنب والتّين …
ما أسخى الأرض وما أكرم مَن يتعامل بمحبّة وهو يُنقّيها ويسقيها…
ما أكرمكَ أستاذ “فكتور”تعطي من قلبِكَ ،والتّراب ذهبُ الثّمار بين يديك…
قال لي: يظنّون أنّني أتسلّى هنا ،الله وحده يعرف تعبنا ويباركه بمحبّته اللّامتناهية …
نعم هذا الإنسان لا يعرف التّمنين ، يحبّه كلُّ مَن يعرفه، مثقّف ومتعالٍ عن الصّغائر… وإن لُطِمَ يردُّ عليك بابتسامة فتصغر في عينَيْ ذاتِكَ مهما شمختَ بكبريائكَ وسخافتكَ… )
Discussion about this post