أمضي إليكِ
أقاسي الدّرب مغتربا
وحدي لأكشف
عن وجهِ الرُّؤى الْحُجُبَا
أُسَابِقُ الرِّيحَ
كي ألقاكِ تسألني
عنكِ المسافاتُ
هل ميعادُنا اقتربا
نسيتُ قَبْلَكِ ما قد كُنْتُ أعرفُهُ
كالنّاي قَدْ نَسِيَ الغاباتِ والقصبا
ولَم تَلُحْ منكِ نارٌ
لا يقابلُها
شوقٌ يسوقُ لها
من مهجتي الحطبا
وما شكوتُ جراحاً فيكِ أحملها
فربّ جرحٍ كما الطّاعات قد وجبا
أولى المحبينَ بالأحباب منزلةٌ
مَنْ لم يكن في سواهم
قطُّ قد رغبا
ليس الّذي هزَّ جذعَ الشّوقِ
من وَلَهٍ
مثل الَّذِي هَزَّهُ
كَيْ يُسْقِطَ الرُّطَبَا
إنّ الّذين بأرض العشق قد عبروا
ما كان غيرهمُ المعنى
الّذي احتجبا
قد خبّأوا في جدار القادمين إلى
دروبهم – كي يضيئوا – الأحرفَ الذَّهَبَا
هم علّمو ا اللَّيلَ
معنى أن تُحيطَ به
هذي النّجومُ
فيُلقِي عندها التّعَبَا
في رشّةِ الضَّوء
بعضٌ من تَبَسُّمِِهِمْ
وفي المدى روحُهُمْ
تستمطرُ السُّحُبا
ما استأذنوا الهولَ يومًا
منذ أنْ علموا
أنّّ الفراشاتِ
لا تستأذن اللَّهبا
لَمْ أكْتُبِ الشِّعْرَ
ظلَّ الشّعْرُ يكتبني
وكنتُ أنقلُ
في الألواحِ ما كَتَبَا
وقد يباغتني
معنى فيدهشني
من أين جاء
وألقى السِّحْرَ وانسحبا
أعيذُ قلبيَ
من حقدٍ يساورهُ
مهما يكن
بسهام الغدر قد نُكبا
أعيذُهُ أنَّ غَيْرَ الحُبّ يسكنه
وغير فيض
من التّحنان قد شربا
نثرتُ في الشّعر إحساسي
وقلتُ له
واسِ الغريبَ
وكن أمّا له وأبا
وكن إذا مَرّ جرحٌ
بلسما وإذا
مَرّ اليتيم فكنْ صدراً
وريحَ صبا
وغيمةً إن بدت جرداءٌ قاحلةٌ
تعيد كلَّ اخضرارٍ
كان قد ذهبا
واحملْ إلى ميِّتِ الآمال معجزةً
كحوتِ موسى
أزاحَ الموتَ وانسربا
نثرتُ في الشّعر إحساسي
إذا فقد
الإحساسَ شعرٌ
فَمَزِّقْ حَرْفَهُ الْكَذِبَا
الشّعر أن يُشْرِقَ الإنسانُ فيك فلا
ترى الْفوارقَ
لا لوناً ولا نَسَبَا
ولا أقولُ جميلا ما كتبتُ هُنَا
فَأَجْمَلُ الشّعرِ
شعرٌ بَعْدُ ما كُتِبَا
يقولُ لي قمرٌ في النّأي يؤنسني
يروي حَكَايَاهُ لي …
يروي ومَا كَذَبَا
في عين من تلتقي كلُّ الحكايةِ هلْ
يُهدي لك الوردَ
أم يُلقي لك الحطبا
والسّيف إمّا عصى كفّاً تريدُ به
ظلمًا فعارٌ عَلَى مَنْ قال عنه نبا
لا تظلمِ الكرمَ
إثمُ الخمر يحملُهُ
مَنْ يَصْنَعُ الخمرَ
لا مَنْ يَمْنَحُ العِنَبَا
أقوى من الموت حرفٌ
حبرُهُ دمُهُ
ما خان مبدأه
يوما ولا انقلبا
وربما تنحني هَذِي الجبالُ ولا
تراه منحنيا
خوفا ولا رغبا
لا يقلب المالُ لاءاتي إلى نَعَمٍ
أنا أنا أتُرابا كلتُ أم ذَهَبَا
محمد المزوغي
Discussion about this post