عبد اللطيف التزنيتي يكتب
بين الموت الحقيقي والمجازي.
من الواضح أن هناك عمقًا خلف هذه السطور التي تتأرجح بين الحياة والموت، وبين الخيال والواقع. ولكن دعوني أهمس لكم برؤية أخرى: الموت والشعر لا يلتقيان، أبدًا.
فالشعر هو الحياة التي تنبض بالكلمات، والموت هو الصمت الذي يبتلعها. الشاعر، هذا المسكين، يظن أحيانًا أن الموت مجرد لعبة كلمات، قصيدة أخيرة يخطها ثم يرحل، لكنه ليس كذلك إطلاقًا. الموت ليس استعارة ولا مجازًا يمكن تطويعه، بل هو الحقيقة الصارمة التي لا تلين تحت وطأة الخيال.
الشاعر، مهما أنهكه الحزن أو أضنته الحياة، يجد نفسه دومًا عائدًا إلى قلمه، يستأجر مناديل الكلمات لا لاستدعاء الموت، بل لاستدعاء حياة جديدة وسط الرماد. ذلك الخلاء المقفر في طرف المدينة، وتلك الحديقة المليئة بالورود في الطرف الآخر، هما تجسيد لتلك الرحلة الأبدية التي يخوضها الشاعر بين الانكسار والأمل، بين الوهم والحقيقة.
“كم هو جميل موت الشعراء!”، يقال… لكنه ليس جمالًا نراه بأعيننا، بل ذلك الجمال الذي يكمن في قدرتهم على البقاء أحياء في قصائدهم، حتى وهم يظنون أنهم يكتبون نهاياتهم.
الرباط/المغرب
Discussion about this post