أعرف
بقلم/ د. ماجد عبد القادر
شتاء قادم ليس ببعيد وليس ببارد كالمعتاد
أعرف..
فى هذا الشتاء سيصير بمقدوري أن أستريح،ستتنهد الصبيات الموشومات على صدري يطرقعن اللبان ويهزهزن فى ضجر الكفوف المرمية فى الحجور.
أعرف..
سيكف أخوها عن مناهدة أمها بسبب خروجنا معا ونحن مازلنا مخطوبين حين تنهى إمتحاناتها ونكتب الكتاب.
أعرف لن يصير على أبي أن يغلق الباب من الداخل بالمفتاح ويتركه فى الكالون ويشد الترابيس فأظل أدورُ فى الشوارع الضيقة على واحد من الصحاب ما زال صاحيا أُصفر له ليسحب اليد بالراحة ويحاسب ألا يحدث صوتا يقلق أبيه ويشترط على أن أرحل حين ينزل لصلاة الفجر لأنهم عاتبوه فى المرة الأخيرة على إخواته البنات.
أعرف..
لن ينتظرني العيال على الكورنيش لأفاصل معهم فى ثمن عقد فل لا أشتريه فى النهاية ولن يشغل باله الولد الذى يبيع الجرائد على الكتب التى آخذها منه شُككا لأردها وقد تبقعت صفحاتها بفعل أكواب البن المدلوق غصبا عني .
أعرف..
لن تحرص أمي على عمل صينية المسقعة خصيصا لي يوم الجمعة حين تجيء البنات بأزواجهن لترغمني على الجلوس معهم ولا أفرُ كالعادة، يدمنون هز كروشهم المنتفخة تحت الدشداشات حين يتكلمون عن السفر ومباريات الكرة وفروقات العملة.
أعرف..
لم تعودى تتعزبين بواحد مجنون يعشقك ويغير عليك موت، تبكين حتى تدوخين وترتمين على صدره و تبكين فتتورم عيناك ،لن يفاجئك بدق الباب فتنفزعين من النوم تستمعين آخر ما حكاه عنك فى أشعاره ويلوم عليك الشارع لماينزل.
أعرف..
لن يتراءى لك بعد فى صفحات كتاب فتتوقفين عن المذاكرة أو تسرحين فى الحصة التى تتعجلين دق الجرس لأنه ينتظرك عند الباب فتذنبك المُعلمة وحين تردين عليها وتأخذكِ للمديرة تنفخين لأنها تلكئت فى كتابة إستدعاء ولي الأمر وتخشين أن يزهق ويمشى.
أعرف ..
سيرتاحون..هؤلاء المتكئين على الأٓرائٍك عند الكورنيش الذين كنت أصرخ فيهم أن يخلوه لنا ويروحون بيوتهم لأننا ببساطة ليس لنا مكان.
أعرف..
لا تتوجع الأشجار حين أرمي أعقاب سجائري عليها لكنه الولد مورق بقبلة من الشوق لا تلبث أن تراوده عن يقينه ماذا لو لولم يجئ الشتاء أو يتأجل المكتوب على كفيه إلى شتاء آخر.؟
أيتها العيون التى دوما تنقب فيه كٌفى عنه وأريحيه.
جواز سفر وشهادة ميلاد..
أنت بكفنك الأخضر الوسيع.
بقلم/ د. ماجد عبد القادر
Discussion about this post