مقال
انتشار أفلام الأنمي اليابانية والكورية وما تحمله من ثقافات تختلف عن ثقافتنا وعاداتنا..
نستعرض ما مدى تأثير أفلام الأنمي على سلوكيات الأطفال والشباب (المرحلة المستهدفة لهذه الأفلام)
و كيف يمكن مواجهة انتشار السلوك العدواني لدى الأطفال والتنمر الذي بات سلوكا طبيعيا بالنسبة لهم.
حيث أن الأطفال أصبحوا عدوانيين في تصرفاتهم داخل العائلة و خارجها كما أن سلوكهم يغلب عليه الاضطراب و عدم التركيز لان العقل الباطن يوحي لهم ما رأوه في أحداث افلام الأنمي كذلك لا يتقبلون اساليب التربية سواء من الأهل أو من الآخرين.
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا يقع إنتاج أعمال أنمي تتماشى مع ثقافتنا خاصة مع تغير طفل اليوم عن طفل التسعينات وانتشار وسائل أكثر جذبا للطفل.
حيث أن طفل هذا القرن أصبح يتناغم مع الوسائل الحديثة من تكنولوجيا الهواتف و الانترنت و تجده يبحث بشتى الوسائل عن هذا العالم و يريد أن يكتشفه.
للقائل أن يقول هل يمكن أن تنجح أعمال الأنمي في توعية الأجيال الجديدة بتاريخهم وهويتهم وحثهم على الحفاظ عليه مع الهجمات التي يتعرض لها تاريخنا والادعاءات الكاذبة بملكيته.
إن هذا الجيل بأصنافه علينا التفكير مليا أمام هجمة العولمة و تفسخ الاخلاق و المباديء و كل ماهو هوية و تاريخ و ماضي و حتى ديني و عقيدة و إيمان كذلك كل ما هو مرتبط بالأسرة و الحي و الجيران و صلة الرحم ،هذا كله لا يصلح بالنسبة لما يخططون له عبر افلام الأنمي يمررون مكرهم و يزينون أفعالهم معتمدين على الفراغ فيملأون رؤوس أجيال كاملة من أجل السيطرة على ما تبقى من فكر و ابداع و غيره.
من بين أفكارهم التي يمررونها عبر هذه الأفلام أن الطفل لا بد أن يعتمد على نفسه دون الرجوع لأسرته و دون استشارتهم كي يسهل على الذئب أفتراسه و هذا مما يسهل عليهم التفكك الأسري و الأنفراد بهم.
تجدهم في اليابان و كوريا الجنوبية ينادون بالخروج عن المألوف في كل شيء لخلق سوق من الأجيال يباع فيه كل شيء دون قيم و لا أخلاق مما يتنافى مع تربيتنا و قيمنا السمحة و عقيدتنا حتى أنهم لا هوية لهم و لا وطن يخافون عليه و لا عائلة مرتبطة بهم و لا صلة رحم كما أن الطفل يتربى في أحضان بيئة متصارعة لا يعرف من خلالها الصح من الغلط و الخير من الشر و لا الحرام و الحلال و يتمادى في سوق استهلاكية يطلب كل شيء لا يهمه شيء،لا هدف له و لا أساس له،هذا هو الذي يصبون اليه.
علينا كمجتمعات عربية و إسلامية التفكير جيدا في تنشئة جيل واع لهذه المخططات و التركيز على أسس الحياة التي وهبها لنا الله و التمسك بعقيدتنا و قيمنا و أخلاقنا.
قال نبينا سيدنا محمد ،،جئت لأتمم مكارم الأخلاق،،
الكاتب .د. عبد الفتاح العربي
تونس
Discussion about this post