” سماء بلا أفق”
لم نعد نعدّ النوافذ،
صارت كلها تطلُّ على الجرحِ.
أُغلِقتْ ظلالُ الحلمِ
في أدراجٍ تسكنها رائحةُ المسافاتِ.
من نحن،
حين تُطلُّ الأسئلةُ من وجوهنا
وتُخفي المرايا الحقيقةَ؟
من نحن،
إن مرَّ الهواءُ على شفاهنا
وصار ملحًا،
والمطرُ على كفوفنا
خيانةً؟
يا أنتِ،
أعيدي لي اسمي،
فقد بعتهُ على أرصفةِ الانتظار،
وأخذتُ بدلًا منه صمتًا
يُشبه قصيدةً
لم تُكتَب بعد.
كيف تحسبين الوقت
حين تكون عقارب الساعة
تلدغنا كالأفعى؟
كيف نرسم الأفق
وهو يُذوِّبُ الألوان
في زوايا الغياب؟
لم أعد أثقُ بالرياح،
رأيتها تُسافرُ وحدها،
تتركنا عراةً
على خرائطنا القديمة.
ولا أثقُ بالنجوم،
تعلو وجهَ السماء
كأنها نوافذُ للغدر.
نحن الغرباء،
نرتدي أوطانًا مهترئة
ونسيرُ في الأزقةِ
باحثين عن بقايا ظلالنا.
نحن الحالمين،
نحمل قلوبنا كأكياسٍ
مثقلةٍ بالذكريات،
نبيعُها لأي بحرٍ
يقبل أن يُغرقَنا.
أيتها الأرض،
اغفري لنا عثراتِنا،
نحن لم نختَر المسافاتِ
ولا الحروب،
كانت أقدامنا تعثرُ فقط
في قصائدِ العابرين.
وفي النهاية…
من نحن؟
مجردُ نقاطٍ
على سطرٍ طويلٍ
اسمه الانتظار.
—
نور الدين طاهري
بروكسيل 2024
Discussion about this post