ليس من أحد في هذه الحياة إلا ولديه علاقات مع الغير. إجتماعيه كانت أو عمليه أخويه أو عاطفيه أو حتّى صداقه وهي الأهم لمن يعرف لها قيمه. فالعلاقات بين البشر بعضها قوي متين كقوة العقيدة الراسخة لا تزعزعه ظروف ولا تغيره مصالح، وبعضها مظهره كأبهى ما يكون لكن تصفر الريح في جنباته الخاوية بعضها تقويه الأيام وتصقله الشدائد، وبعضها يتداعى وهو لا يزال في البدايات، من البشر من تقضي عمراً بقربه دون أن يحرك فيك جفنا أو يلمس في قلبك مكانا، ومنهم من تشبع نظرة منه جوعك سنوات، فيهم من لا تملك أن تعيره إهتماما، وأخرون لا تستطيع أن تعيرهم أي إهتمام، منهم من تباعد بينك وبينه المسافات والأقدار ويظل لصيق الروح والفؤاد، وفيهم من لا تقوى إلا على فراقه، ومنهم كثيرون سقطوا بين السطور وظلوا في قلبك دون تصنيف، ومنهم ومنهم ولكن.!؟..لكل علاقه أساس لا على التعيين أياً كانت هذه العلاقه فأساس العلاقه الناجحه والطاهره المجبوله بالصدق الخاليه من أي مصلحه ذاتيه المزروعه بصفاء النيه وطهر النفس هي “الروح” وهي سر من أسرار بارئها سبحانه، هي الروح بقدسيتها وتفردها،نفحة من نفحات الخالق ونفخة من روحه تألَف من تألَف فلا نملك عليها سلطانا وتعاف من تعاف فلا نملك لها جبرانا، لا تستأذننا قبل أن تهوى ولا تستشيرنا عندما تنفر، قوانينها مقضية وأحكامها نافذة وأمرها ليس من إختصاصنا ،لها فلسفتها عندما تحب وتكره وعندما تشتاق، عالم خاص سره بيد الخالق وحده، بداخله سعادة الإنسان وشقاؤه، الروح هبة الله للبشر، فيها تميزهم ومنها إختلافهم وتمايزهم، هي كما وصفها سيد الخلق: جنود مجندة ما تعارف منها أْتلف وما تناكر منها اختلف، هي لب الإنسان وخلاصة تكوينه وبوصلته.
عباس موس فواز
Discussion about this post