هشام بن عمار كان عالم كبير من علماء دمشق، عاش في القرن الثاني للهجرة .
اشتهر بحفظه لروايات القرآن الكريم ، وبمعرفته العميقة بأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
كان الناس يحبوه ، ويطلقون عليه “شيخ أهل دمشق”.
وله كتب مهمة جداً ، منها كتاب “فضائل القرآن” الكتاب فيه معلومات قيمة عن أهمية القرآن الكريم، وشرح فضائله.
وكان هشام بن عمار بيحب العلم جداً ، ويحب توصيله للناس ، فكان يجلس في المسجد الجامع في دمشق ، ويعلّم الناس القرآن الكريم وأحاديث النبي صلي الله عليه وسلم
وكان يحب ان يسهّل عليهم فهم الدين، ويجاوب على أسئلتهم.
وكان الناس يتوافدون عليه من كل مكان ليستفيدوا من علمه الواسع
فيُحكى أنه في أحد الأيام، جاء رجل إلى هشام بن عمار وقال له: “يا أبا الوليد، إن لي جارًا لا يصلي، فماذا أفعل معه؟”
فأجابه هشام بن عمار: “يا بني، ادع له بالهداية، وكن أنت خير مثال له، لعله يهتدي بفعلك لا بقولك”.
أعجب الرجل بما قاله هشام بن عمار، ففعل ما أمره به، حتى إن جاره أسلم بعد فترة بسبب ما رآه من أخلاق الرجل وحسن معاملته.
وهذه القصة وغيرها من القصص الكثيرة تظهر لنا مدى علم هشام بن عمار وحكمته ، وكيف كان قدوة حسنة للناس في عصره.
وقصص هشام بن عمار في رحلة طلبه للعلم كثيرة وملهمة ، لكن من أشهرها وأكثرها تأثيرًا هي قصة تضحيته الكبيرة ، أبوه باع بيته كله لكي يرسله يدرس عند الإمام مالك بن انس في المدينة المنورة.
وكان هشام صغيرا عندما سافر ، ولكن تحمل مشقة السفر والتعب في سبيل تحصيل العلم
فعندما ذهب إلي الإمام مالك وجلس بمجلسه وكان معه مسائل يريد أن يسأل عنها
قال يا أبا عبدالله ما تقول في كذا وكذا ، فأمر الامام بضربه سبعة عشر درة ، فبكي هشام بن عمار ، فسأله الامام : ما يبكيك ؟ أوجعتك هذة الدرة ؟
قال له هشام : إن أبي باع منزله ووجه بي اتشرف بك وبالسماع منك ، فضربتني
فلما علم الامام بقصته قال له : اكتب
ويقول هشام بن عمار : فحدثني سبعة عشر حديثا وسألته عما كان معي من المسائل فأجابني
وكان هشام بن عمار يحب سماع الأحاديث من الإمام مالك فدخل علي مالك وقال له : حدثني
فقال له الامام : اقرأ ( اي احفظ القرآن اولا )
فقال له : لا ، بل حدثني
فقال الإمام : اقرأ
فلما أكثر عليه هشام بن عمار أمر الامام غلامه أن يضربه ، فضربه خمسة عشر درة ، وجاء به الي الإمام وقال : قد ضربته
فقال هشام : ضربتني خمسة عشر درة بغير جرم ، لا اجعلك في حل
فقال له الامام : فما كفارته
قال له : كفارته أن تحدثني بخمسة عشر حديث
فيقول هشام بن عمار: فحدثني بخمسة عشر حديثا فقلت له : زد من الضرب ، وزد من الحديث فضحك الإمام مالك وقال : اذهب
وهذا إن يعلمنا شيء ، فيعلمنا اهميه العلم وتحمل المصاعب والشدائد لطلب العلم
هشام بن عمار كان له أثر كبير في نشر العلم والدين في دمشق ، وحتى بعد وفاته ، ما زال الناس تذكره ويهتمون بتراثه العلمي .
وكان عُمر ( هشام بن عمار ) طويلاً ، ف عاش 92 سنة تقريباً وتوفي في دمشق سنة 245 هجرية . رحمه الله ، كان عالماً جليلاً ترك بصمة كبيرة في التاريخ الإسلامي .
.
.
بقلم الكاتبة اسماء عبدالبر القاضي
Discussion about this post