“سبحان خالق الأكوان”
كلُّ شيءٍ يَنْقَضِي أَمْرُهُ، فما الغزالُ وسُرْعَتُه؟
يَجْرِي في مَجَالٍ قُدِّرَ لَهُ، بجَمالِ الدُّنْيَا وَوَسْعِهَا،
صَحْرَاءُ شَامِلَةُ اللَّوْنِ لَهُ، فِيهَا يَتَرَعْرَعُ أَوْلادُهَ.
فالصَّحْرَاءُ كَانَتْ بَحْرًا فِي وَقْتٍ مَضَى، عَاشَتْ فِيها كَائِنَاتٌ حَيَّة،
فِيهَا جَرَتْ وَانْكَسَرَتِ الرِّيَاحُ.
فَبِإِذْنِ مَنْ هَبَّتْ وَصَفَتْ مِنْهَا الرِّمَالُ؟
“اللهُ سبحانه وتعالى”
لكُلِّ شيءٍ نِهَايَةٌ وَمَوْعِدٌ، فَالنِّهَايَةُ لَهَا بَدَايَةٌ،
الحَيَاةُ هِيَ كَالرِّيحِ صَعْدًا، تَمُرُّ وَلَا كِفَايَة لها،
إِلَّا إِنْ كُنْتُمْ وَافَيْتُمْ وَعْدًا، بالصَّلَاةِ وَالعِبَادَةِ.
أَوْصَانَا بِهَا الرَّسُولُ وَالأَنْبِيَاءُ، فَلِمَنْ تَعُودُ الأَرْوَاحُ؟
إِذَا جَاءَهَا أَجَلُهَا، تَرْجِعُ لِلرَّحْمَنِ خَالِقِ الأكْوَانِ وَمَا فِيهَا.
“اللهُ سبحانه وتعالى”
فالمَاءُ يَجْرِي وَيُحْيِي أَبْصَارَ العِزِّ، وَأَمْطَارُهُ تَرْمِي بِالحَدِيثِ، مَا لَوْنُهُ؟
إِنَّ اللهَ صَانِعُهُ وَبِهِ مِقْدَارٌ لَا وَزْنَ لَهُ.
إِنْ كُنْتُمْ مِنْ أَهْلِ الكُفْرِ، فَلَا سَبِيلَ لَكُمْ،
بَلِ الشُّكْرُ لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ.
لِي تَعَجُّبٌ فِي الخَلْقِ وَمَصِيرِهِ، وَلِي السَّمَاءُ مُقَدَّرٌ لَا مَثِيلَ لَهُ.
يَا أَهْلَ الصَّفَاءِ وَالعِزِّ، لَا تُنْكِرُوا الحَقَّ إِنَّهُ ظَاهِرٌ.
عز الأندلسي
Discussion about this post