تائِهَـــةٌ في الزِّحــامِ
بقلم د. صلاح شوقي
تائهَةٌ، أبحثُ عنكَ في الزِّحام ولهانَةً أحدِّقُ
في هذا، وأتفرَّسُ فيمَ ألقاهُ مِن وُجوُه
أيا هذا: أمَا رأيت حبيبى، نضِرًا مفتُول السَّواعد، ذا إباءٍ، رزينًا، ليس معتُوه ؟
ويا أنتَ: أنه يتقطَّر السِّحرُ من عينيهِ ،
ذا شعر مُتفحِّمٌ مُتهدِّلٍ، هلَّا رأيتموه؟
ويا أنتَ: ترى في بسمتِهِ مودةً، وبراءة
الأطفال في عينيهِ، الوسامة تعلُوه
ويا أنتَ: أنَّهُ واثِق الخُطَى ، يكرهُ الجَدَل
وديعُ كالحَمَل، ملئ بالأمل، ليتَكم تجدُوه
ويا أنت: لايُؤنس مِنهُ ان تكلَّم، وإن أغضبتَهُ
صَمَتَ ، تعتَلِيه حُمرةُ الخَجَل، عنهُ لا أتُوه
هجَرت فِراشهُ، وكدَّرت نُعاسَهُ، وجرحت
إحساسهُ ، وأتيت شيئًا يمقتُهُ ، عندهُ مكرُوه
وهو أعليتُ صوتي جدالًا، وقصرت بالًا،
يقولُ يمينًا أقُول شِمالًا، هذا فقط، واسألُوه
فما عنَّفني، وما وبَّخني، بطيبِ سريرتِه
أخجلني، ماعاد يُدَللني، لماذا اسألوه ؟
فكانت العاقِبَةُ وبالًا، سئِمتُ حالًا تقتلني
الوحدة، ملتاعةً أحتاجُهُ، بربِّكُم أبلِغُوه
يا من أنتُنَّ مثلي، إيَّاكم والعِناد وعدَم
الإيثار، وصلابَة الرَّأسِ، والغرور اجتنِبُوه
محظوظَةٌ كل ملكةٍ تحافظُ على مملكَتِها، وتُرضِي
ملِكها، وإن وجدتُنَ للشَّكِ جِدارًا فاهدمُوه
تائهةٌ، بعثتُ حادِي في كلِّ وادِ
تعلمتُ الدَّرسَ، ليتهُ يصفَحُ، حقًا مِن قلبي أرجُوه
تائِهةٌ في الزِّحامِ
بقلم د. صلاح شوقي
مصر
Discussion about this post