مقطع ” هودية “
بقلم الكاتب/ عز الدين الأندلسي
يا قُرْطُبَةُ يا قَلْعَةَ الأَنْصارِ ويا صَقْرَ الأَبْطالِ الأَشْرافِ، ما حَلَّ بِكِ أُمَراءُ الطوائِفِ وآخِرُهُمُ العَدُوُّ الصَّليبيُّ سَلَخوا فيكِ الدِّماءَ، عَيَّروكِ، زَيَّنوكِ بثَوبٍ كاثوليكيٍّ، داسوا بَشَرَتَكِ بمرارةٍ وأنتِ عروسٌ ومَقامُكِ عالٍ.
يا طُليطِلَةُ، أنتِ أَوَّلُ مَقامٍ في الأندَلُسِ، ها هي جُدْرانُ مَساجِدِكِ، انْشَقَّتْ فَتَكَلَّمَ الماضي، ها هي بالفُرقانِ حُفِرَ فيها نَقْشُ آياتٍ، فازْدَهَرَ المَسْجِدُ بِنورِ الرَّحْمن، الفاتحةُ… البقرةُ… ياسينُ… الكهفُ… وآلُ… القرآن.
“اللهُ الأَحَدُ” من جَبَلِ طارِقٍ إلى كافَّةِ الأندَلُسِ.
يا أندَلُسُ،
يُزَيِّنُكِ حُبّي، ويَنْشُرُ قَلْبي
آمالَهُ لِعَهْدٍ يَتَجَدَّدُ في رُوحي
وأنا في قِمَّةِ نارِ رَغْبَتي
يَشْتَهيكِ عَذابُ جَسَدي،
من شِدَّةِ الوَجَعِ تَهْتَزُّ نارٌ شارِسَةٌ كَجَمْرَةٍ في ثَنايا جَسَدي، أتَوَسَّلُ بها إِلَيْكِ كُلَّما انْفَجَرَتْ دُموعُ الوَحْشِ، والصَّبْرُ يَشْتَهي، سأَعودُ إِلَيْكِ يا بَلَدَ الرُّوحِ،
وفيكِ مَوْعِدٌ…
عز الأندلسي
Discussion about this post