دكمال يونس يكتب:
في عالم النقد الأدبي والفني يعمل الجميع بكل دأب وهمة ،ينجزون الأبحاث بمشقة بالغة ، يغترفون من محيط الثرثرة المتأنقة المتعجرفة تحت ظلال سوفسطائية تحتفي وترتكز على النظريات و المصطلحات الغربية التي يتلهفون على التقاطها ،والتشدق بها وتكررها ، غارقين في التاريخ السحيق وقد شغلتهم وأبعدتهم تماما عن قراءة الحاضر ، مرهقين بها طلاب العلم والمهتمين بالشأن الثقافي والفني ،بلا وعي ولا إدراك لظروف نشأتها ،ومتى فقدت صلاحيتها و انتهاء العمل بها من مبتدعيها ؟!!،
ناهيك عن شبقهم ونهمهم وتسابقهم للزج-بلا ضابط أو رابط – بمصطلحات من علوم أخرى كالفلسفة والمنطق وعلم الاجتماع والانثروبولجيا وعلم النفس إلخ..، وقد كان المفترض في هؤلاء القابعين المتصدين الممسكين بدفة الدراسات النقدية الأدبية والفنية أن يتمتعوا بقدر لا محدود من رحابة الأفق والفكر والإبداع، ولكنهم- وياللأسف- على العكس من ذلك اكتنفتهم غشاوة على بصيرتهم منغلقين غارقين في أمواج متلاطمة متراكبة في بحر الظلمات ،
يتشدقون ،يثرثرون ،يتجادلون ،حتى بات لزاما عليهم أن يتنحوا جانبا في إجازة إضطرارية ليعيدوا ترتيب أوراقهم وطرحهم واهتماماتهم وأولوياتهم ، فيكفوا عن تنظيراتهم السخيفة العقيمة ولغتهم المقرفة المتبعجرة المكلكعة ، أي عبث وهراء يعيشون في ظله مذيقين الطلاب والباحثين الويل والعنت في إنجاز أبحاث لافائدة ولاخير يرتجى منها ولافيها؟!!!! ،بعد أن جمدوا على علمهم القديم البالي ،وجمدوا النقد وقولبوه وعلبوه وسخفوه في ظلال من نظريات غربية يعتنقونهم ويتشدقون بها ويروجون لها متمسكين بها حتى بعد أن هجرتها ولفظتها المجتمعات التي نشأت فيها .
بات لزاما وحتميا على الجالسين في سدة أستاذية الأدب والنقد أن يولوا اهتماما لتحديث علمهم وتنقيته من النظريات البالية المهجورة التى عفا عليه الزمن، وأن يهتموا بالنقد التطبيقي بعيدا عن تنظيراتهم العقيمة السخيفة .
Discussion about this post