ميشال سعادة
حَرِّكي مياهَكِ الرَّاكدَة
لعلًّ القَصيدَةَ تَصِلُ إلى شَاطِئِي
لطالَمَا تَوَسَّلتُ أن أتَحَوَّلَ إلى مَوجَةٍ
تَقذِفُ بِي إلى مِينَائِكِ الهَادِئِ ..
أَلمِينَـاءُ
بِدَايـةٌ وَنِهايَـهْ
وَأنتِ الوَعدُ
وَأنتِ الهِدَايَـهْ
وأنـا أنـا
لطالَمَا رَغِبتُ بِأن أعقُدَ لِقَاءً
بَينِي وَبَينَ الشَّجَرَهْ
التي رَوَاها حُبِّي وَمَائي ..
قُلتُ للجِذعِ
أوَّاهُ _
لو مِثلَكَ أكُونُ
فلا ضَعفَ في الحُبِّ يَعتَرينِي
ولا وَهَنَ يَنخُرُ عِظامـي
ولا ريحَ تَلوِي غُصُونِي
إليكِ يا امرَأةً مُختَارةً
حُبِّي
وَرَجَائٍي أن يشُدَّني جِذعُكِ إلى العُمقِ
وأغصانُكِ إلى الأعالي
ولا ضَيرَ إن شِئتِنِـي وَرَقَةً
تُلبِـسُ الأرضَ ثَوبَ المَعَانِـي
قد تَكُونُ الورَقَةُ التي
تُفارقُ أمَّهَـا في الخَريفِ
وَحيًا
هَبَطَت إلى الأرضِ
تَقرَأُ في كتابِ الأرضِ
ما قال الماءُ للتُّرابِ
ما قالتِ الرّيحُ للفضَاءِ
ما قال الحٌبُّ للشَّجَرَهْ
يا امرَأة _
كالوَرَقَةِ نَحنُ فِي الحُبِّ
نَضعَفُ أحيانًا
نَصفَرُّ .. نَسقُطُ
لكِن _
نَقَعُ في حُضنِ امرأةٍ
هيَ الأرضُ والوِعاءُ
أغبيَاءُ نَحنُ _
صِغَارًا كُنَّا
أذكياءُ نَحنُ _
كبارًا نُداعِبُ الجِذعَ
نمتَشِقُ الأغصانَ
نَقطِفُ الثِّمارَ
نأكلُ ما تَوفَّرَ من فواكِهِ الجَسِدِ الأخضَرِ
نَسألُ الجَسَدَ _
أَأَنتَ مَنبَعُ الشِّعرِ
أم أنتَ شِعرٌ يكتُبُنَا
ولا يقرَأُ هذا الشعرُ ما كتَّبَنَا ؟
يا امرأة _
في الطريقِ إلى الحُبِّ
أرَاكِ
وَأَرَاكِ زتكتُبينَنِي كأنِّي لم أَكتُب
وأرانِي ما عدتُ ضَعيفًا
وَلا كَئِيبًـا حَزِينًـا
قَوِيًّا أنسِجُ كَلمَاتِي التي
للحُبِّ تَقُولُ لا كَمَـا هُوَ
بَل كمَـا هِيَ تَرَاهُ
أَقُولُ للشِّعـرِ
فِي غِبطَـةِ المُشتَاقِ :
ما تَقُولُهُ أيُّها الشِّعرُ في الحُبِّ
لأكثَرُ صُدقًٓٓـا هُوَ مِنَ الحُبِّ ذَاتِـهِ …
الجمعة 8/11/2024
Discussion about this post