بقلـــم :
لميـــــاء العامريــــة
قطبي الصراع في الشرق الاوسط ، التي تعيد للاذهان حقبة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي حتى مطلع تسعينات القرن الماضي تتمثل اليوم بين دولة الاحتلال وبين ايران والتي ترجمتها تصاعد وتيرة المواجهات بين الاولى وبين وكلاء الثانية وخاصة بعد احداث السابع من اكتوبر 2023 ..
الاهداف الخفية الغير معلنة اكثر عمقا وتأثيرا مما يطرح على شاشات الاعلام العربية والعالمية ، وعودة بالزمن لحقبة الثمانينات وتحديدا للعام 1984 ومخططات اعادة ترسيم خارطة المنطقة واعادة تشكيل وتوزيع الادوار وتغيير الوجوه في دول الشرق الاوسط وما ترافقه من تغيرات جغرافية وديموغرافية ونقطة البدء الضفة الغربية وقطاع غزة والتي بوّقت العديد من وسائل الاعلام نقلا عن بعض الساسة والرؤساء والقادة العرب المنضوين تحت الهيمنة الانجلوامريكية التي دعت لحلّ الدولتين والذي سيكون حتما ، على ان تدار من قبل ادارة مشتركة وحكومة تكنوقراط مهجنة يستبعد عنها الرئيس محمود عباس وفق سياسة تغيير الادوار ليحلّ محله من هو اكثر عزما لتنفيذ اتفاقيات السلام والتطبيع ونزع السلاح الا بشكل محدود على ان تدار نقطة فيلادفي ومعبر رفح الحدودي من قبل سلطات الاحتلال ..
لبنان تخطو خطواتها نحو عقد اتفاقية التطبيع والسلام وتأمين حدودها الجنوبية لصالح الاحتلال الى حد حدود نهر الليطاني الشمالية مع تغيير النظام السياسي لتحويلها لحكومة كونفدرالية بما يتوافق والتكوينات السبعة للشعب اللبناني ..
الشرق الاوسط ومع احضار قاصفات B52 العملاقة الامريكية وقبيل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب ، وفي هذا الوقت بالتحديد بعد تامين شبه كامل لجبهتي الداخل الفلسطيني والجنوب اللبناني والذي سيكون لايران اعطاء المبررات والمسوغات التي تنتظرها دولة الاحتلال وامريكا من خلال استخدامها للاراضي والاجواء العراقية والسورية لضرب مواقع متفق عليها مسبقا بين ايران واسرائيل ، تلك الضربة التي سيدفع ثمنها العراق وسوريا ، للبدء بترسيم وتقسيم اراضي البلدين على نحو ديمغرافي وطائفي لاقاليم مستقلة اداريا ..
كلا القطبين له مشروعه الاستراتيجي في المنطقة ما يعطي الضوء الاخضر لاعادة تشكيل وترسيم خارطة الشرق الاوسط الاكثر ضعفا ..
وربما تكون الحالة العامة هي التوتر والحرب وما يرافقها من دمار واستهلاك بشري ومادي ، غير ان ذلك جزء من مخطط ربط دول الشرق الاوسط ومن ثم افريقيا وشمالها بالاقتصاد العالمي الموحد ، اي تنفيذ الاستراتيجية العالمية في حقلي الاقتصاد والطاقة ..
وتحت مظلة الغاية والوسيلة بامتياز ميكيافيلي بحت…
متى نفهم قواعد اللعبة ونتدارك الامر ، ولات ساعة مندمِ ..!!!
Discussion about this post