يا قهوتي، صبراً ففيكِ حديثُ وجدانِ
قد جفّ ليلي وغاب الحرفُ عن بوحِ بيانِ
الحبُّ، لا يُقرأُ في فنجانِ عرّافةٍ
ولا في كفِّ خيالٍ ينسجُ الأحزانِ
عشقي كقهوةٍ سوداءَ حالكةٍ
دون سكرٍ أو طِيبٍ في الأزمانِ
لكنّ عطرَكِ يغني عن وصفِ الورى
يفوقُ زهرَ الروحِ في عمقِ المكانِ
كلّما ضاقت بي الأيامُ أرتشفُكِ
لهفةَ العاشقِ، رغمَ لهيبِ النيرانِ
قد اكتفيتُ يا قاتلتي من ذكرياتِ أمسٍ
ومن حروبٍ تَملأُ قلبي بالأشجانِ
فكّي قيودي وأطلقي روحي من أسرها
ودعيني أحيا في طيفِ ليلِكِ الفتانِ
أنا وأنتِ هنا، والعمرُ زادَني شوقاً
هنا، لا تراني ولا أراكِ في عيونِ عابرٍ مُرهقِ الزمانِ
أنفضي عنّي غبارَ أسرِكِ يا شجوني
وداوِ جرحَ القلبِ بدلالِ حنانِ
دعيني أجمعُ شظايا عمري المرهقِ
وأرسمُ درباً عبيره ذكرى الأمانِ
لا أبتغي ثمرَ حبٍّ ضاعَ في أوجاعه
بل حضنَكِ الدافئَ، ملاذَ عاشقٍ حيرانِ
أنتِ قاتلتي، وأنا التوّاقُ لعطركِ
كلّما مرّت بي رائحةُ الوردِ والريحانِ
برشفةٍ تُهديها شفاهُكِ لشفاهي
أرتوي وأحيا بعطرِ قهوتكِ الحانِ
بقلم/ عائشة ساكري
تونس 🇹🇳
Discussion about this post