مفرزه قتالية
انيس ميرو-زاخو يكتب قصة قصيرة
توجهت ( جاسم) الى منطقة في اطراف مدينة (دهوك )و قصدت احد المقرات الشبه ثابتة فيها للالتحاق بصفوف (البيشمركة).
بقيت لفترة معينة و تم تدريبي على السلاح الخفيف و كنت ارافق المجموعات القتالية في مهام معينة حول مناطق (دهوك و عمادية )و أريافها، و حينما كان يحل الليل كنا غالبًا نلجئ للمبيت في دور القرويين الفقراء كفندق او مطعم غير مدفوع الأجر.
الوقت كان قريب من المساء و تم توزيع المجموعة بمعية (مختار القرية )لكل دار عدد معين من المجموعة القتالية و لكوني كنت ملتحقًا حديثًا بصوف المقاتلين المتمرسين، كانت تلازمني صفة الخجل و عدم اخذ الكفاية من وجبات الطعام ( بسبب الخجل )حينما كنا نبيت في دور القرويين.
بعد أن طلب منا ( عمر )صاحب الدار الصعود للسطح لغرض تناول العشاء و النوم هناك معهم لكون الموسم كان صيفًا، و بعد إعداد مائدة العشاء من قبل صاحب الدار بكرمٍ لا يوصف و حسب اقتداره مشكورًا.
لفت نظري وجود طفلٍ صغير السن بحدود( 9 سنوات ) يتناول العشاء معنا، و لكنه اي طفل (علي ) اكتفى بالقليل من مائدة الطعام لكثرة تناوله الفاكهة، و نزل مسرعًا من سطح الدار و توجه نحو أصدقائه الصبيان لكي يندمج معهم باللعب.
هنا اكتفيت انا من العشاء و كنت فعلاً لم اتناول كمية كافية من الأكل، اي فعلاً داهمني الخجل من الرجل الجليل !
تحدث (عمر والد الطفل علي) و عنّف ابنه تعنيفًا شديدًا رغم كونه قد تركنا.
قال: انا أب لهذا الفتى و -يقصد علي، كان ولده الوحيد من الذكور، بعد ذلك تم جلب الشاي و الفاكهة.
و في صباح اليوم التالي علمنا أن الطفل فعلا متزوج من طفلة في القرية و كان قد تم عقد (قران الطفل و الطفلة) و كذلك أخته الراشده مع شاب آخر في القرية نفسها اي بصفة (كصه ب كصه) كما يقولها العراقيين….!!
هكذا تكون المشاهدات و تتبع امور حياتيه كثيره حينما يختلط المرء مع الاخرين. يرى امورًا كثيرة.
Discussion about this post