نقد بناء لقصة “النهر العاشق” لبسمة الصباح
وراء الحروف: رحلة في عالم العشق.
قراءة / أيمن دراوشة
صاحبة النص/ بسمة الصباح
قصة قصيرة
النهر العاشق
النص
كانا عاشقيَن يرفرف قلبيهما بأجنحة الأمل لتلامس أحلامهما السماء ..
غادة الطالبة الجميلة في الثانوية العامة ووائل الطالب الجامعي في كلية التجارة ؛
جمعتهما صدفة فوق الجسر الواصل بين ضفتي نهر بردى وتعارفا وكان النهر وشجر الحور شاهدين على حبهما البريء.
وكان النهر العاشق الدمشقي *بردى* حينئذٍ بخير ،
يعلن استسلامه أمام نور القمر كل مساء ناثرا” رذاذ العشق على حجارته المرصوفة حوله بتأنٍ.
وكانت السماء وقتها بألف خير.
تبعثر الغيوم كيفما تشاء وتلملم أخبار العشاق وتجدّل منها ضفائر الحكايا وتعمّد تراب دمشق برذاذ عطر الياسمين وتحتفي بالحياة المرصعة بالأمل .
وكانت تستقبل الصباحات بابتسامة شمس دافئة.
لكن رصاصة الحرب الأولى أصابت أحلام العاشقيَن في الصميم .
وبقي بردى في مكانه شاهدا” على الموت المزروع على الطرقات المتعبة ،واستعرت النيران الغاضبة، واتسعت الهوة بين غادة ووائل؛
وكان الفراق نذير شؤم.
ذرفت عليهما أزقة الحارات الدمشقية القديمة الدموع، وناحت أشجار الحور المبعثرة على ضفاف النهر، وصُلب ياسمين الشام على أغصان الزيتون، وتاهت منهما الخطوات في خضم حرب لا ترحم.
وعلى ذات الجسر الذي شهد تعارفهما لأول مرة، التقيا من جديد بعد ثلاث سنوات من الفراق.
نظر في عينيها مليا” وخنقه الصمت والشوق وارتعشت أحداقه وقال لها :
-كم تغيرتِ ؟! وبالكاد عرفتك .
-أما أنا فقد عرفتك من النظرة الأولى ولم تتغير أبدا”.
فاليوم جمع القدر بينهما من جديد بنفس المكان، ولكن الزمن تغير وتغير معه كل شيء.
-لم تسأل عني طوال تلك السنوات وعشت حزنا” كبيرا” من بعدك.
-أعذريني يا غالية!
مرت عليَّ ظروف صعبة بعد تدمير بيتي واضطررتُ وعائلتي للنزوح لمكان أكثر أمانا” وضاع مني هاتفي وعليه رقمك.
سامحيني وأخبريني عن كل ما حصل معك .
-سأخبرك بكل التفاصيل ؛تعالَ أولا “نحضر فيلما” سينمائيا” كما كنا نفعل سابقا”.
-آه كم أحبكِ وكأني لم ابتعد عنكِ ولا يوم.
-أتذكر يا وائل كم كنا نتجادل على أتفه الأمور ..
وكم كنا سخفاء!.
ضحكا بصوت مرتفع. -حقا”يليق بنا هذا اللقب.
هيا لنلحق الفيلم من بدايته.
تشابكت أصابع يديهما بشوق وحنين واتجها مسرعين باتجاه صالة السينما التي تم ترميمها وافتتاحها منذ مدة قريبة.
ارتسمت ابتسامة عريضة على شفاه نهر بردى وأخضرّت حجارته المعفّرة بغبار الحرب والتشرد وتراقصت أشجار الحور على ضفتيه تنقش قصص العاشقين على جذوعها ؛ لتبوح بها يوما” ما للعابرين..
بسمة الصباح
مقدمة :
أهلاً بك، كاتبة القصة! يسعدني أن أقوم بتقييم قصتك. سأركز على الإيجابيات والنقاط التي بحاجة إلى تحسين؛ لتقديم رؤية شاملة تساعدك على تطوير كتابتك.
مواطن الجمال في القصة:
العنوان: عنوان “النهر العاشق” جذاب ويحمل دلالات عميقة، فهو يربط بين الطبيعة والعاطفة، ويعكس جوهر القصة.
الوصف: استخدمتِ أوصافًا شاعرية لوصف الطبيعة، خاصة نهر بردى، مما أضفى على القصة جوًا رومانسيًا وحميميًا.
الشخصيات: الشخصيتان، غادة ووائل، هما شخصيتان نمطيتان إلى حد ما، ولكن العلاقة بينهما مبنية على المشاعر الحقيقية والصراعات التي تواجهها الأجيال الشابة في ظل الحروب.
السرد: السرد سلس وممتع، ويأخذ القارئ في رحلة عبر الزمن والأحداث.
الخاتمة: الخاتمة متروكة للقارئ للتأمل والتخيل حول مستقبل العلاقة بين الشخصيتين “نهاية مفتوحة”
الرمزية: استخدام رموز قوية في القصة مثل نهر بردى ، وأشجار الحور، الياسمين، الجسر، أثرى القصة وعمق من تجربة القارئ.
التحسينات المقترحة مع حلول:
النمطية: الشخصيات تبدو نمطية بعض الشيء، فغادة ووائل هما العاشقان المثاليان اللذان يتعرضان لمحن الحب.
الحل: يمكنك إضافة المزيد من العمق النفسي للشخصيات، وتسليط الضوء على جوانب أخرى من شخصياتهما، مثل هواياتهما، أحلامهما، مخاوفهما.
التركيز على الصراع: القصة تركز بشكل كبير على الحب والعلاقة بين الشخصيتين، ولكن يمكن إضافة المزيد من الصراعات الداخلية والخارجية التي تواجه الشخصيات، مثل الصراع مع المجتمع، الصراع مع الذات، الصراع مع الحرب.
الحل: يمكن إضافة أحداث فرعية تسلط الضوء على الصراعات التي تواجهها الشخصيات، مما يجعل القصة أكثر تشويقًا.
اللغة: اللغة المستخدمة شاعرية وجميلة، ولكن يمكن تنويعها قليلاً بإضافة بعض اللهجات العامية أو العبارات الدارجة التي تعكس اللهجة الدمشقية، مما يجعل القصة أكثر واقعية.
الحل: يمكنك البحث عن بعض الكلمات والعبارات الدمشقية واستخدامها في الحوارات.
مقترحات حول العنوان والأسلوب والسرد والخاتمة:
العنوان: العنوان جميل كما أسلفنا سابقًا، لكن يمكنك التفكير في عنوان آخر يعكس الصراع الذي تواجهه الشخصيات، مثل “بين الأمل والحرب”، أو “نهر الدموع”.
الأسلوب: يمكنك تجربة أساليب سردية مختلفة، مثل استخدام الفلاش باك – الراوي…
السرد: حاولي تسريع وتيرة الأحداث في بعض الأجزاء، وتأخيرها في أجزاء أخرى، لخلق إحساس بالتوتّر والتشويق.
ملاحظات إضافية:
الحرب: قد يكون من المفيد أن تتعمقي أكثر في تأثير الحرب على الشخصيات والمجتمع، وكيف تغيرت حياتهم بعد الحرب.
الوجهات النظرية: يمكنك تجربة كتابة القصة من وجهة نظر شخصية أخرى، مثل أحد سكان الحي، أو أحد الجنود. ( الراوي)
بشكل عام، قصتك تحمل الكثير من الإمكانات. مع بعض التعديلات، يمكنك تحويلها إلى قصة أكثر عمقًا وإثارة.
ختامًا:
تذكري أن النقد البناء هدفه مساعدتك على تطوير كتابتك القصصية، وليس التقليل من شأنها.
أتمنى لك التوفيق في مسيرتك الأدبية!
Discussion about this post