يعمل كرئيس للعمال، بإحدى مصانع المدينة ، لكنه لم يك راضيا على هذا المنصب بسبب طمعه الشديد وحبه للظهور، حاول بشتى الطرق والوسائل الاقتراب من مديره، فلم يجد من وسيلة سوى الوشاية بأصدقائه،ومتابعة زلاتهم، ليوصل كل كبيرة وصغيرة الى الإدارة، شيئا فشيئا أصبح من المقربين،وبدأ بزرع الفتنة، بينه وبين مساعدته الخاصة، بسبب رفضها لطلب الزواج منه،إلى أن أتى اليوم الذي اتهمها بالسرقة، والتلاعب بأوراق الحسابات، حاولت الدفاع عن نفسها، وإظهار الحقيقة، طلبت من مديرها أن يراجع قراره، كيف لها أن تكون قد أخذت المال، رغم معرفته بنزاهتها، لم يكترث لدموعها وتوسلاتها، أعلن عن اسم السارق وسط دهشة الجميع، وعدم تصديقهم لهذا الخبر، سار بين العمال مبتسما ومنتشيا بما وصل إليه، مهددا إياهم قائلا، كل واحد منكم ينتبه لنفس وإلا سيواجه نفس مصيرها، اهتز المكان لصوت قهقهته، ولم يجد إخلاصها في العمل نفعا أو يشفع لها، وإعطائها فرصة ثانية، تم فصلها وغادرت المصنع، انصرف العمال لعملهم، وغادر هو المكان،الى مكتبه الجديد، وضع يده في جيبه متحسسا هاتفه، جلس على كرسي المساعد الخاص،تعلو وجهه ابتسامة النصر الممزوجة بالغدر ،فجأة تذكر ما فعله في تلك الليلة، في إحدى الحانات، حين تسبب في شجار أدى به إلى تكسير المكان، وطعن صديقه المقرب، وهو تحت تأثير المخدرات، مما أدى إلى وفاته، حاول الهرب، لكن لم يستطع لأن بعض أصدقاء السوء منعوه من ذالك،تحت التهديد بنشر الفيديو، وتسليمه للشرطة، إذا لم يدفع لهم المبلغ المطلوب، حاول إقناعهم بأنه لا يملك المال، لكي يدفع لهم، لكنهم لم يكترثوا لكلامه، وطلبوه بالدفع أو التبليغ عنه،لم يجد من وسيلة سوى اختلاس الأموال من المصنع الذي يعمل به،وخطرت على باله فكرة شيطانية، وهي توريط مساعدة المدير الخاصة.
في مكان آخر، كانت هي تعمل على جمع أدلة براءتها، بمساعدة العمال في المصنع،لم تترك كبيرة أو صغيرة من الأدلة ، حتى تثبت للجميع ولمديرها خاصة أنها صادقة.
بالمقابل دفع هو المبلغ المطلوب لأصدقائه، واستلم نسخة الفيديو وفكر بذلك أنه إنتهى من مشكلة التهديد،مرت الأيام، واستطاعت مساعدة المدير أن تثبت براءتها، وتسترجع منصبها ومكانتها في المصنع، أما هو فقد أخذ جزاءه بالسجن المؤبد.
بقلم الكاتبة فاطمة بوجمعة الجزائر
Discussion about this post